أرباب “القزديرات” بتنغير نعم للحقوق ولكن أين الواجبات ؟

admin
2015-01-19T15:05:07+01:00
آخر الأخبارمحلية
admin18 يناير 2015
أرباب “القزديرات” بتنغير نعم للحقوق ولكن أين الواجبات ؟

لا يجادل أحد من أبناء تنغير أن أرباب سيارات النقل العمومي أو سيارات الأجرة “الطاكسيات” أشخاص متسلطون ولا يحسنون التعامل مع المواطنين أثناء أداء واجبهم المهنيبالمقارنة مع باقي أرباب النقل العمومي.

فلا يمر يوم دون أن يتذمر المواطنين من استمرار الإضرابات والسلوكات التي يقدم عليها هؤلاء، علما أن القانون يعلى ولا يعلى عليه فوق رقبة كل مواطن وكل سائق مهني، وخدمة المواطن ليست محل مزايدة أو لعب أوراق.

نعم للحقوق، لكن أين الواجبات؟ فعلى سبيل المثال لا الحصر، كيف يعقل أن يقدم المواطنون على البحث عن وسائل للنقل العمومي في مركز مدينة تنغير “يا حصرة” فقط بعد مرور الساعة السادسة مساءً أو حتى الخامسة والنصف.

فلا تجد أثرا لسيارة أجرة أو “طاكسي” وإذا وجدت فإن السائق يطالبك بأداء الثمن مضاعف مرتين، بل وأن وأنه في أغلب الحالات تظل السيارات مركونة في المحطة دون أن تتحرك رغم استجداء المواطنين أربابها لتقديم الخدمات وتوفير وسيلة للنقل.

وأكبر دليل على سوء نية هؤلاء وعجرفتهم هو ما نلاحظه في باقي المدن المغربية من خدمات وتوفر وسائل النقل 24/24، دون أن تظل تبحث عن السيارة. بل وأنه وبمجرد أن تتوقف على الرصيف يظهر سائق طاكسي وينادي عليك سواء بالمنبه أو ملوحا باليد عن الوجهة التي تقصدها قبل أن تكلف نفسك فعل أي شيء أمامه.

الاختلاف إذن هو في العقلية التي تسري في دم هؤلاء، حيث تجد السائق في المدن يعمل ليل نهار ليوفر قوت يومه وتجده يستيقظ من الخامسة صباحا ويعمل لساعات إضافية طمعا في الحصول على بعض الدريهمات والنقود وتوفير الخدمات للمواطنين ويتواضعون حتى في التواصل معهم كسبا للمال والاحترام.

والعكس هو الحاصل بتنغير، حيث تجد أن أغلب السائقين يركنون السيارات في المحطة ويذهبون إلى المقاهي أو منازلهم فقط بقرب غروب الشمس، ولا يستيقظون إلا بعد الثامنة صباحا وكأنهم آخر من يلتحق بالعمل. وعشرات الأمثلة نتعايش معها كل يوم سواء بالتنقل عبر الأقدام للوصول إلى مركز المدينة لعدم وجود سيارة أو عندما يكون السائق آخر من يلتحق بالسيارة ويترك المواطنين ينتظرون في الداخل.

والغريب في الأمر كذلك سلوكاتهم وتعاملهم السيئ تجاه النساء والشيوخ الكبار في السن، حيث قلما تجد من يحترم المرأة، لأنهم يعاتبون عليها البطء والجهل والثقل وغيرها من الأمور التي تعتبر إهانة في حق النساء وإساءة لمهنة السياقة الشريفة المنبنية بالأساس على الاحترام وتقديم الخدمات.

ومن الأمور الأخرى التي طفت إلى السطح مؤخراً أنهم يعاتبون على أرباب النقل المزدوج نقل المواطنين، علماً أنهم يُعتبرون بإقليم تنغير المنقذ الوحيد للمواطنين ويحسنون التعامل معهم على عكس سائقي سيارات الأجرة والطاكسيات الذين يوفرون خدماتهم وفق مقاسهم ووفق رغباتهم.

والدليل القاطع لو أجري استفتاء حول الخدمات التي يقدمها أصحاب النقل المزدوج تجدهم أفضل بعشرات الأضعاف بدءاً من الأثمنة المنخفضة والتعاون مع المواطنين بنقل البضائع والأغراض بالمجان وصولا إلى سهولة التواصل والسمعة الطيبة التي يتميز بها أغلب السائقين دون الحديث عن خدماتهم الإنسانية الجليلة في المناطق القروية والأكثر هشاشة.

هي فقط أمثلة من بين أخرى تحز في النفس عندما يقدم البعض على المطالبة بالحقوق ويتناسى الواجبات، لم نعاتب أرباب وسائقي سيارات الأجرة والطاكسيات لأننا نحقد عليهم أو نقدم خدمة لطرف آخر، لكن ما يجب أن يستوعبه هؤلاء أن السياقة مهنة شريفة مسؤولة ومحترمة ولا يجب التطاول على المواطنين بهذه الأساليب الاستعمارية والسلوكات المتجاوزة.

نحن كمواطنين في تنغير لا نطالب بأشياء مستحيلة أو خارج الطاقة، لكن نعتقد جازمين أن من يعمل جاهدا لتوفير لقمة العيش كما هو الحال في المدن يعمل المستحيل لإرضاء الناس وحسن التواصل معهم وكسب المال، لكننا نعلم مسبقا أن أغلب السائقين ممن يتوفرون على الرخص لا يكترثون لا للمواطنين ولا لكسب المال لأن أغلبهم يتوفر على مداخيل أخرى سواء من الأم أو العائلة ولا ينتظر بالضرورة موارد هذه السيارة أو “القزديرة”.

المصدر جريدة مضايق

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.