أزمة التعليم أو حصاد الإصلاحات العجاف

admin
اقلام حرة
admin30 نوفمبر 2017
أزمة التعليم أو حصاد الإصلاحات العجاف
أحمد حسيسو

ما ترونه الآن ماثلا صارخا أمام أعينكم وتشفق عليه قلوبكم في شأن انهيار التعليم ببلادنا يا سادتي الكرام ليس باختصار سوى حصادا لما زرعه نظامنا السياسي الاحتكاري منذ الاستقلال إلى الآن. وما فتئنا نكرر أن التلميذ الماثل أمامنا بكل أحواله ما هو إلا “منتوج”، بالتعبير الاقتصادي، للمنظومة التربوية التعليمية والأخلاقية القيمية المجتمعية التي ساهم النظام السياسي الاستبدادي بحظ الأسد في صياغتها وإرسائها وفرضها على الشعب فرضا، عذرا على استعارة المصطلح الاقتصادي “منتوج” وسحبه على الإنسان، فالإنسان أعز وأشرف وأكرم من أن ننعته بالمنتوج، لكن قصدي ربط النتائج بالأسباب.

إن هذا التلميذ أيها السادة الذي لا يجدُّفي دراسته ولا يتفوق، ولا يجد راحته النفسية الوجدانية في حضن المؤسسة التعليمية التربوية الرسمية، بل على العكس من ذلك يكره القسم ويكره الأستاذ ويكره المواد الدراسية ويكره المؤسسات التعليمية، أقول ليس هذا التلميذ هو من صاغ شخصيته بذاته، ليس هو راضيا عن عجزه الدراسي ولا عن كسله ولا عن فشله ولا عن عنفه ولا حتى عن نفسه، ولعل هذا السلوك العنيف المشين الذي يصدر عنه تعبير فصيح وترجمة ناصعة عن السخط المهيمن على مختلف جوانب حياته.

هل هذا يعني تبرئة ساحة التلميذ من هذه العدوانية الفظيعة التي تستهدف أبطال التعليم الحقيقيين العظام، سادتنا الأساتذة والمربون والمعلمون؟ هل وراء السلوك العدواني للتلاميذ ضد مدرسيهم ومدرساتهم خفافيش ظلام تدبر المكر ليلا؟ هل هذا هو قدر تعليمنا المحتوم نحن المغاربة؟ ألا نستحق تعليما يحررنا من التخلف والتبعية والعبودية إلى الأبد؟

هذه وغيرها من الأسئلة الجوهرية المصيرية حول المسألة التربوية التعليمية تتطلب بحوثا معمقة وإرادة صادقة وعزيمة ماضية لانتشال البلاد من غرق وشيك لا سمح الله.

لا مناص من إعادة النظر في السياسة المتبعة من طرف الماسكين بالزمام في بلادنا منذ الاستقلال، وفي جميع القطاعات، وبالخصوص قضية التعليم التي عرفت ترقيعات وتجميلات متتالية لم تفض أي منها إلى نتائج مشرفة، بل كانت مضيعة للعقود من الزمان، لم يعد ينفع الترميم شيئا، ولن يجدي نفعا، لقد آن الأوان لإعادة البناء من أساس.

المصدر أحمد حسيسو

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.