حزب العدالة و التنمية على حافة الانشقاق

admin
آخر الأخباروطنية
admin24 سبتمبر 2017
حزب العدالة و التنمية على حافة الانشقاق

يشهد حزب العدالة والتنمية الحاكم في المغرب صراعًا داخليًا غير مسبوق منذ نشأته سنة 1997، فقد أربكت الحكومة الجديدة برئاسة سعد الدين العثماني أعضاء حزب العدالة والتنمية ومسؤوليه، ووضعت الإسلاميين المغاربة الموالين للاخوان المسلمين في أزمة مستعصية على الحل .

وقد نال حزب العدالة والتنمية وزارات أغلبها ثانوية في الحكومة رغم تصدره نتائج الانتخابات البرلمانية الأخيرة، أما حزب التجمع الوطني للأحرار الذي يقوده رجل الاعمال عزيز أخنوش، فقد ضغط بشكل كبير على العثماني إلى أن أقحم في الحكومة حزبًا اعتبره رئيس الحكومة السابق عبد الإله بنكيران خطًا أحمر، وهو حزب الاتحاد الاشتراكي، بل وأكثر من ذلك، فقد نال حزب أخنوش جل الحقائب الوزارية المهمة في البلاد، كالفلاحة والعدل والصناعة والاقتصاد والمالية والشباب والرياضة.

وهذه الوضعية لم تستسغها شبيبة حزب العدالة والتنمية ومعهم بعض القياديين، إذ هددوا أكثر من مرة بالاحتجاج أمام مقر الحزب بالعاصمة المغربية الرباط، رغم منع عبد الإله بنكيران الأمين العام مناصريه من المشاركة في هذه الاحتجاجات ليس رغبة في تسهيل مأمورية العثماني و انما لابراز قدرته على التحكم بالمنظمات الموازية للحزب و حركته الدعوية .

عدد من المحللين السياسيين يرى بأن التنازلات التي قدمها سعد الدين العثماني لباقي الأحزاب وفي مقدمتها حزب التجمع الوطني للأحرار أثناء تشكيل الحكومة قد تؤدي حتما إلى الانقسام أو الانشقاق بالمعنى الحقيقي داخل حزب العدالة والتنمية رغم تنظيمه الجيد، لأن عددا كبيرا من قياديي هذا الحزب مقتنعون بأن الشروط التي كان يضعها بنكيران على الاحزاب أثناء مفاوضاته لتشكيل الحكومة تعبّر عن بنكيران كشخص ولم تكن شروط الحزب، بدليل أن الحزب تخلى عنها فيما بعد ’لذلك فمجرد التفكير في تولية بنكيران لولاية ثالثة ابان المؤتمر المقبل لن تكون الا بداية لحزب اسلامي جديد في الساحة السياسية .

اذا انضاف الى ذلك كله القطيعة التي بات يمارسها بنكيران مع أحزاب الاغلبية و هجومه المتكرر على حزب التجمع الوطني للاحرار و الحركة و رموز الاتحاد الاشتراكي ’و التي أكدت بشكل بارز وصول الصراع بين تيار الوزراء (الرباح – العثماني -يتيم -الرميد …) و تيار بنكيران (ماء العينين – حامي الدين – العمراني …) الى مرحلة اللاعودة ’فان كل الاحتمالات مفتوحة برسم المؤتمر الوطني المقبل ’خصوصا اذا تمسك بنكيران بمسالة استمراره امينا عاما رغما عن القوانين الداخلية للحزب الذي طالما تغنى بديموقراطيته الداخلية ’خصوصا خيار تأسيس حزب اسلامي جديد من طرف تيار الوزراء و المسنود حاليا بأغلبية أعضاء الامانة العامة الحالية للحزب ’ و هو الحزب الذي يرتقب بأن لا يكون مواليا لتنظيم الاخوان المسلمين و انما حزبا اسلاميا بنفس ليبيرالي براغماتي .

المصدرتنغير انفو - متابعة

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.