ياقوم… من كان منكم متجها إلى مدينة الرشيدية فليحمل معه طبيب أسنانه .

admin
2017-09-18T17:38:07+00:00
آخر الأخبار
admin18 سبتمبر 2017آخر تحديث : الإثنين 18 سبتمبر 2017 - 5:38 مساءً
ياقوم… من كان منكم متجها إلى مدينة الرشيدية فليحمل معه طبيب أسنانه .

بمدينة الرشيدية وبولاية درعة تافيلالت عيادات طب الأسنان منتشرة وكثيرة وبخدمات متفاوتة في الجودة وهي عيادات غريبة الأطوار تجعلك تشك في ذاتك وفي العمل الإنساني للطب بشكل عام … تزورها في الصباح الباكر وخدك منتفخ أو وجهك معوج بالألم بعد ليلة أشد سوادا وقتامة من الألم نفسه ، ف ” تُقرد ” بدرج الباب لتفوز بالرقم الأول… وبعد الثامنة تحل المستقبلة  بالباب بسلام لا سلام فيه، أمام اخوان واخوات حالهم أسوأ من حالك… تلج العيادة ويبدأ ” التجفيف ” ثم الكلام …تتقدم نحو مكتب الاستقبال وتقول بانحناءة مملوءة بالتواضع ” الله اخليك بغيت نشوف الطبيب ها انت تشوفي راه وجهي منفوخ او منعستش الليل كولو ” وترد بعنف فيه استغراب ” ما عندنا ما نديرو ليك ” زيارة الطبيب بالموعد …وترد انت ” حيتْ المرض زارني دون موعد فما العمل ” ؟ وتقول “المهم سنعطيك موعدا في 28 أكتوبر المقبل ” …وانت في بداية شهر شتنبر غارق في الدوران بألم الضرس والرأس ، والعرق يتصبب منك بعد أن أعيتك المهدئات بالليل والنهار.. ..ومستحيل أن تستفيد من الخدمة الا بعد موعد قد يكون فيه وجهك قد ازرق او اخضر كلحم بعض أضاحي عيد هذه السنة او تعفن فيه ” حنكك ” أو قد يصيبك مرض آخر بالكبد للإفراط في استعمال المهدئات.

وبعد مدة قصيرة يتسلل الطبيب بعد ان كان الحوار ساخنا بينك وبين المستقبلة المساعدة وهي ربما دون شهادة في الميدان ولا في التواصل وتعمل بثمن ما لكنها وهي وصويحباتها مجندات “او محزمات او مرزمات ” لزجر الزبناء فتضيف ” عافاك نهدر مع الطبيب لشرح المشكلة ، والحشمة كممتك والوقار ألجمك وهذبك وتجعل نفسك في صورة متعلم وانت المعلم، وترد “غير ممكن …هو اللي كالها لينا ” وطبعا اذا علا صوتك سيخرج الطبيب البطل وسيتهمك بعرقلة العمل والجواب المنتظر منه ” انا لا استقبل الحالات المستعجلة ، فهناك مستشفيات الدولة … ” دون التفكير في أنه رفض تقديم خدمة لشخص في وضعية صعبة ، لكن المصطلحات الطبية ستشفع له بتفنيد كلامك وبأنك انت المسؤول عن مرضك حيث تأخرت في العلاج كما نسمع في المحاكمات و الافلام والمسلسلات المدبلجة.

في هذه الحالة المرضية المباغتة والبسيطة تحس حقا بأنك في دولة متخلفة ولو علمت ان الأمر بهذا الشكل لاقتلعت الضرس وارتحت . اللهم شرب الحريرة و” لحس سنيدة ” ولا سماع ما يفتق السمع من الكلام ..ويصعب ايضا في هذه الحالة التفريق بين التاجر والطبيب والنجار والحداد والميكانيك حين تطلب منهم مبيعات او خدمات ويجيبونك ” ما عندناش” .

وبقي الضرس لحد الساعة مشقوقا دون الفوز بموعد وما زلت” مترهطا ” بين ذا وذاك ومترددا بين إصلاحه واقتلاعه بعدما هدأت الأعصاب ، ولم تنته الحكاية بعد… ولما قصدت تعاضدية الأسنان التابعة لمنظمات الاحتياطي الاجتماعي لرجال التعليم وجدت أمرا آخر غريبا ومضحكا وهو حكاية موضوع الحلقة المقبلة بحول الله.

اسائل هيئة الأطباء وكل الحقوقيين والحقوقيات والإعلاميين والإعلاميات عن حق المواطن المريض في حالة استعجال في عيادة اطباء الاسنان ، هل له الحق في العلاج المستعجل او لا حق له في بلد رفع شعار الحق والإنصاف والمناصفة والعدالة الاجتماعية والمجالية …. أمام المنظمات الحقوقية الدولية والوطنية….

الضرس الملعون ألمه كان خيرا لاكتشاف أمور غريبة في ميدان طب الأسنان بالرشيدية ورب ضارة نافعة وربما حلقات هذا المرض ستطول وسيتم الوقوف على كثير من المزالق بشهادات حية من مواطنين مختلفين من الرجال والنساء بالإقليم.

المصدرزايد جرو / الرشيدية

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.