في الحاجة إلى حراك فكري ثقافي بأسامر

admin
اقلام حرة
admin30 يونيو 2017
في الحاجة إلى حراك فكري ثقافي بأسامر
عبد الحكيم الصديقي

الحراك الفكري هو الاستمرار في التطور وخلق دينامية فكرية ثقافية لخدمة عقل الإنسان، وهو ليس بحاجة إلى إنشاء التجمعات والتقسيمات، بل إلى ولادات جديدة تنفخ روح العقل والحرية في كل إنسان مهما كان دينه أو لونه أو معتقده أو لغته.   

الحراك الفكري هو أن نتخلى عن كل وسائل التقسيم الاجتماعي والتمييز العنصري والعبودية وتقييد الحريات، وأن نمسك أقلامنا ونكتب أفكارنا بكل محبة، لينمو العقل البشري دون خوف ودون قيود ودون توقف.

وفي هذا الصدد أريد إعطاء مقاربة هي بالأساس قائمة على نقاش بيني وبين عقلي من خلال تجربتي النضالية المتواضعة، وقد خلصت إلى فرضية مفادها حتمية قيام حراك فكري وثقافي وقيمي يؤسس عهدا جديدا يبني هيكلية مجتمع الجنوب الشرقي عامة والمجتمع التنغيري على وجه الخصوص باعتباره الحاضن لكل حراك شعبي يعبر عن صرخة أسامر، وذلك بناء على مرجعية قيمية وفكرية بأبعاد معاصرة، إضافة إلى ضرورة قيام روح إصلاحية تسعى لتقويم الواقع المعاصر، وتسهر على عملية التكييف الصحي بما يتوافق والمتغيرات القائمة وبناء جسم فكري موحد يسعى لدحر التحديات الثقافية والحضارية المهددة للعقل.

هي مقاربة قد يستاء منها البعض، لكن من المؤكد لدي أن ثورة الفكر وحراكه أصعب وأشد من الحراك الشعبي الجماهيري وسخطه المادي الملموس، فالسخط هو سلوك والحراك هو آلية يختارها المجتمع للمطالبة بتغيير البنية التحتية فقط دون الالتفات إلى أولوية تغيير البنية الفوقية باعتبارها العمود الفقري لنجاح أي حراك أو ثورة، فما دور الحراك الشعبي إن كانت العقليات والذهنيات ساكنة راكدة وجامدة لا حراك لها؟، وهذا هو السبب الرئيس في فشل الكثير من الاحتجاجات والانتفاضات التي شهدتها منطقة أسامر وكان منطلقها من تنغير.

إن التغيير يبدأ بكلمة ثم فكرة حتى نصل إلى مجتمع صالح قوي البنية والهيكلة والثقافة، يحافظ ويعتز ببعده التاريخي والحضاري، يستمر في رفع التحدي لأجل فرض الوجود وبدون سياجات أو حدود، وجود عن طريق العلم وكسب المعرفة والعطاء المعرفي، وجود بالتطور والفكر والتغيير، وجود يؤسس لحراك فكري شعاره إما أن نصنع التاريخ أو نكون من التاريخ، حراك قوامه شباب أسامر وسلاحه العلم والفكر والقيم والمبادئ، ومعركته من أجل الحفاظ على الإنسانية.

فهي إذن مقاربة تبقى حلمي وحلم العديد من الشباب المثقف، ووجودها مرهون بهذه النخبة قبل أي شيء آخر. ولا نجاح لأي حراك شعبي مادي إلا بوجود حراك فكري كأولوية وكمقدمة لما بعده. فتنمية الإنسان لابد أن تأتي قبل تنمية العمران.      

المصدرعبد الحكيم الصديقي

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.