عندما تتنتصر حكمة حقنة طبيب

admin
اقلام حرة
admin27 مايو 2017
عندما تتنتصر حكمة حقنة طبيب
أيت عكي طالب

لا خلاف إن قلت في أن التمتع بالصحة الجيدة ضرورية لاستمرارية الانسان في طريق سكة الحياة المرتبطة مسار أيامها بواقائع و بإكراهات و ظروف تقتسم أجواء من المعاناة و الأفراح و المسرات وهذا طبيعي لأن فلسفة و مغزى الحياة كلها دروس و تجارب..اذ أن تمتع الفرد بالصحة الجيدة هي المركز الأساسي في التخفيف عن كل ضغوطات الحياة التي تصادف الانسان في حياته…

ان اقحام مداد قلمي في الكتابة عن هذا الموضوع الهام و المهم  لدى مؤسسة الانسان  وكذا  سياسة أي دولة باعتبار موضوع الصحة وما يرتبط بها من أجهزة و خدمات وبنايات و موارد بشرية متخصصة لدليل على أن أي اقلاع  وأي انتقال نحو التقدم و التطور و النماء و الازدهار لا يتأتى في اعتقادنا الا  ببناء مؤسسات يسود فيها الحق و القانون في اطار جو ديموقراطي يراعي و يلبي شؤون و حاجيات المواطنين في مجال الصحة بل وفي كل المجالات…

بمعنى آخر وفي هذا الصدد وما يرتبط بالصحة بالأساس أو عندما يتعلق الأمر بالقافلة الطبية متعددة التخصصات بمستشفى القرب بقلعة مكونة و التي نظمتها مؤسسة ورزازات الكبرى للتنمية المستدامة بقلعة مكونة بشراكة مع جمعية القافلة الطبية الجراحية بالدار البيضاء، والمندوبية الإقليمية للصحة بتنغير يوم  18 الى 22 ماي 2017 ، أقصد هنا ذلك الانسان الشخص الدكتور الطبيب طبيب جراحة الأطفال الذي كان الطبيب المناسب في المكان المناسب طبيب قريب من المواطن وأنا أنظر بأم عيني كيف كان يتعامل مع ملفات الناس ، أقصد أولئك الذين قصدوا المستشفى وهم يحملون هموم حالات أبنائهم و أطفالهم ، اختلفت الحالات في الوقت الذي كان همها واحد ألا و هو من يداوي آلام أطفالهم ومعاناة أبائهم ولعل ابتسامة الأمل تشرق في كل تلك الوجوه مرة أخرى..

الكل سيستفيذ لا فرق بين ابن فلان ولا حتى ابنة علان وأنا طبيب واحد مختص في جراحة الأطفال في هذه القافلة المهم اصبروا علي وباذن الله سأوفق في اجراء العمليات على أطفالكم هكذا يكون كلام هذا الطبيب ذو الشيب الأبيض على رأسه ، الطويل القامة ذو الملامح المبتسمة و الابتسامة الواسعة الصدر والكلام الرزين وأنا أسمع له عندما يتحدث وكأنه يحمل هموم طفل صغير في قلبه .

يكشف عن الحالة بل عن حالات أعني أن وسط هذه الحالات توجد حالة أخي الصغير ويستجيب لك مباشرة ويملأ لك ورقة بيضاء لتسلمها الى الادارة المختصة بالمستشفى مشكورة على كل عمل مجهوداتها والتي تسجل حالة ابنك واسمه ورقم البطاقة الوطنية  لولي أمره أو قريب من الأقرباء ، بتجربته و بخبرته يبدوا عليه أنه طبيب متمرس و متحكم في مجال تخصصه.

طبيب في الحقيقة زرع الابتسامة في العديد من الأسر وعد ولم يخالف وعده نجح في مهامه الصعبة وفي انقاذ حياة الأطفال واستطاع أن يساوي بين الأطفال الذين حضروا وألا يفرق فيما بينهم ، نهج في عمله أسلوبا و استراتيجية مهمة و أساسية ألا وهي اعطاء الأولوية للأعمار الصغيرة على الكبيرة اذ يقول أن الطفل الصغير لن يصبر على الجوع كما الكبير القادر على ذلك  فهو الذي يعطي الأسماء الى الأشخاص الذين يساعدوه في ذلك والذي سوف يقوم بجراحتها بمعنى آخر عندما تنتصر حكمة حقنة طبيب فلا صوت يعلو عليه ولا مجال عن الكلام عن ابن فلان أو علان المهم الكل عنده سواسية  والأساسي عندنا أنه انسان  طبيب وابن الشعب قريب من هموم  و آلام الأطفال و معاناة أبائهم ، واذ كيف لطبيب مكانه الطبيعي هي غرفة العمليات أن يتكلم ويتواصل مع حالات أطفالنا جميعا أوا ليس هذا اذن بطبيب الشعب والمواطنين بصفة عامة وخاصة الفقراء منهم الذين هم في حاجة ماسة الى مثل هؤلاء في مستشفياتنا؟

هكذا اذن استطاع هذا الطبيب أن يملأ شاشة عقولنا التي تسائل: أليس من حق أطفالنا ببعض مناطق الجنوب الشرقي أقصد مستشفياته أن تتمتع بمثل هؤلاء الأطباء؟ و بتعبير أدق ألم يحن الوقت أن تتمتع مناطقنا ” كإقليم تنغير” مثلا بمستشفى حقيقي يلبي و يستجيب لكل الخدمات الاستشفائية و العلاجية لكل المواطنين؟ أم أن الانتظار و الوعود البراقة هما حقنتان ليست كحقنة حكمة ذلك الطبيب الذي لم نعرف عن اسمه حتى ولا حتى عن عنوانه سوى أننا عرفنا عنه أنه طبيب انسان؟

المصدرأيـــت عــكـــي طــــالــب

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.