تنغير: الجمعوية صباح العيدي .. الجرأة خلقت لي توترات كبيرة في العمل الجمعوي وداخل الجماعة

admin
2017-05-27T00:09:50+01:00
آخر الأخبارمحلية
admin26 مايو 2017
تنغير: الجمعوية صباح العيدي .. الجرأة خلقت لي توترات كبيرة في العمل الجمعوي وداخل الجماعة

نص الحوار

 أشكر الأستاذة  صباح العيدي  على قبول استضافتي  في هذا الحوار وأود  ألا أكون ثقيلا عليك  بأسئلتي.

 

 1- لو تفضلت الأستاذة ببطاقة تعريفية مختصرة عنك. الموطن…. النشاة….. الدراسة….. العمل ….

صباح العيدي من مواليد 8 اكتوبر 1969 بدوار حلول بتنغير ،قضيت طفولتي بحلول الى غاية المستوى الثاني ابتدائي حيث انتقل بنا والدي إلى تنغير المركز ،وأتممت دراستي إلى مستوى البكالوريا وتابعت دراستي بأكادير شعبة الدراسات الإسلامية وحصلت على الإجازة سنة 1994 ،وتزوجت بعدها ،ولي  أبناء ،  اجتزت امتحان التربية والتكوين 2011  فوج التعيينات المباشرة لأباشر عملي بإغيل نومكون،ومستشارة جماعية بجماعة تنغير.

 

2-الأستاذة الكريمة اشتغلت في العمل الجمعوي بتنغير واطلعت على العديد من الخبايا والظواهر والكوارث البشرية أيضا، كيف  تقيمين  الاشتغال  في العمل الجمعوي بتنغير.

كانت بداية انخراطي في العمل الجمعوي في مدينة الرشيدية وتحديدا جمعية التلميذ القروي وفي تنغير واكبت العمل الجمعوي من خلال مجموعة من الانشطة والتكوينات وانخرطت بمنظمة تماينوت فرع تنغير وبعدها اصبحت رئيسة لجمعية فضاء المرأة التي من خلالها تم احتكاكي بكثير من خبايا العمل الجمعوي بتنغير لأنسحب بشكل نهائي من الجمعية بعد تجديد مكتبها.

لا شك ان العمل الجمعوي في تنغيرنشيط واعطى اشعاعا للمنطقة وخدم كثيرا برامج التنمية واستفادت منه فئات كثير خاصة المرأة التنغيرية عبر مجموعة من  المشاريع التي أدمجتها وأخرجتها من واقع الهشاشة الاجتماعية والاقتصادية….لكنني لن اخفي عنكم الكثير من الخبايا التي واجهتها وتتمثل أساسا في تدخل السلطة و بعض رجال الأعمال ،والاستغلال السياسي للجمعيات وفساد الذمم واعتبار العمل الجمعوي البقرة الحلوب التي يجب الحفاظ عليها وذلك بالسيطرة على الجمعيات وسد الأبواب أمام الكفاءات بمختلف الحجج ،وبالتزوير والتدليس في التقارير المالية والأدبية ، مما افقد العمل الجمعوي مصداقيته وروح التطوع فيه وأصبح هدفا للاستغلال المادي وطبعا لا أعمم.

 

3 –ألا تخلق لك  جرأتك أحيانا  توترات في الحديث  مع بعض المسؤولين بالمدينة ؟ وهل سيأتي يوم ستكونين  فيه صريحة مع نفسك ومحيطك  لكشف ملفات مخبأة عن العمل السياسي والذين يسترزقون بالعمل الجمعوي بالمدينة.

صراحتي قد خلقت لي توترات كثيرة وكبيرة سواء داخل العمل الجمعوي ،أو حتى داخل جماعة تنغير ومع كثير من الفاعلين وهي صراحة لا يحبها الكثير خاصة إذا صدرت من امراة، لان العقلية الذكورية  لدينا تعتبر اندماج  المراة داخل العمل السياسي أو الجمعوي هو خدمة لهذه العقلية واعتبار المرأة حريما سياسيا لا يجب عليه أن يخرج عن خط” سي السيد”  السياسي أو الجمعوي ، لكنني عنيدة وجريئة وصراحتي وذلك لا تتعبني، بل مصرة عليها مهما كان الثمن . وكوني رئيسة للجنة المكلفة بالتنمية البشرية والشؤون الاجتماعية والثقافية والرياضية بتنغير فقد اطلعت عن قرب عن علاقة السياسي بالجمعوي وأنا الآن في إطار بلورة تجربتي السياسية والاجتماعية والتي قريبا سأكتب عنها لكشف بعض الخبايا وكذلك كشف خبايا استغلالي في مرحلة المراهقة من طرف جماعة إسلامية أفنيت زهرة شبابي في خدمة أجندتها التي كنت أولى ضحاياها.

 

4 – كيف تنظرين للعدد المفرط للجمعيات بتنغير ؟

مع الاسف الشديد ، في تنغير نلاحظ كثيرا ظاهرة استنساخ المشاريع والجمعيات بمعنى أنه لو فتح احدهم مقهى بمواصفات معينة ،تجد بعد مدة عشرات من المقاهي بهذا الشكل ، وكذلك في العمل الجمعوي أصبح استنساخ  الجمعيات – إن صح التعبير –  ظاهرة مقلقة في تنغير ، بحيث تجد في الدوار الواحد الى غاية ثلاث أو أربع جمعيات وتدخلاتها تقريبا متشابهة وكلها تبحث عن دعم تسييرها من الجماعة مما يشكل عبئا على ميزانية الجماعة خاصة وان هذه الجمعيات عاجزة عن الحصول عن مشاريع اخرى او دعم آخر من جهات اخرى ، كما ان انشطتها روتينية وغير فعالة .

 

5 – الأستاذة الكريمة تترددين كثيرا  في  البوح بالمعاناة العميقة لنساء تودغى ما السبب؟

 لا شك أني راكمت كثيرا من معاناة المراة بتدغى وكذلك مختلف مناطق الاقليم بحكم تجربتي في مركز الاستماع والتوجيه القانوني للنساء المعنفات التابع لجمعية فضاء المرأة ،وتمنيت كثيرا ان اكتب عن هذه المعاناة  التي خبرت خباياها ولكن بحكم ظروفي الاجتماعية   وعدم استقراري حال كثيرا دون الكتابة في هذا الموضوع وفي هذه المرحلة.    

 

6 – ما هي المشارع الجمعوية أو السياسية المستقبلية لك . وما هي شروطك  لتكوني رئيسة جمعية أو حزب أو رئيسة جماعة.  أو نقابة. وهل لا تفكرين في الانتخابات المقبلة لتكوني برلمانية تنغير في المستقبل ،مادام المرشحون من الرجال أخلوا بميثاق المجتمع المدني في تغيير الوضع.

اول شروطي ان أضمن استقلاليتي وكرامتي في اية مسؤولية اتحملها ، تجربتي السياسية في هذه المرحلة كشفت لي بالملموس أن الكفاءة والنزاهة ليستا معيارا كافيا للدخول في اللعبة السياسية ، وان الغرض من ادماجنا في اللعبة السياسية مجرد تزيين للواجهة  الديمقراطية في المغرب ووسيلة من الفريق السياسي لإخضاعنا لأيديولوجياتهم وخدمة مصالحهم الخاصة .واي تمرد حيال ذلك ستكون نتيجته الاقصاء والانتقام بمختلف الطرق .نعم لا أخفيك انني اتمنى يوما ان اكون برلمانية لأترافع حول واقع اقليمي وأترافع عن قضية المرأة ولكن الدخول في لعبة الانتخابات للبرلمان يحتاج  النفود والمال وانا لا أملكهما .

 

7 – عرفت تنغير نوعا من الحراك مؤخرا  اختلفت  في شأنه التسميات   ما تقييمك للحدث؟

  يعاني ا قليم تنغير من اوضاع اقتصادية واجتماعية وثقافية جد صعبة ، بالرغم من توفره على موارد منجمية وسياحية وفلاحية وصناعية مهمة ،الا ان هذه الموارد لا تستغل في تنمية الاقليم مما يجعلنا نتساءل اين الثروة واين تدهب ثروات الاقليم واين حقنا من ثروات البلاد في تنمية المشاريع التي تعود بالنفع الملموس على المنطقة ،خاصة على البنيات التحتية والمرافق المهمة كالمستشفيات وفرص الشغل للشباب كالمصانع والشركات ….والمعاناة اليومية للساكنة تراكمت عبر سنوات وجعلت من تنغير فوهة بركان تفجرت مع قضية “ايدياشهيدة الإهمال مما هيأ لحراك شعبي أطره شباب فاعل وواعد وكان بالإمكان  أن يستمر ويتخد أشكالا نضالية مستقبلية لولا اجهاضه من طرف السلطة بوسائلها المعروفة ومن طرف بعض المناضلين المتهورين ،ولكن يقيني في عزيمة الشباب الني لا تقهر والذي بهم سيستمر حراك المطالب المشروعة طال الزمن او قصر الى حين تحقيق مطالبنا العادلة ، فما ضاع حق وراءه طالب ،فما بالك إن كان وراءه شباب غيور ومناضل.

 

8 – ما هي رسالتك للذين أساءوا إليك ذات يوم عن قصد أو غير قصد؟

 دفعتني ظروف الحياة لاجد نفسي يوما في الشارع مع خمسة من ابنائي ، لا عمل ، لا بيت ، لا اثاث وذلك بعد طلاقي ووفاة المرحوم والدي في نفس اليوم  ،فكان ذاك امتحانا عسيرا عرفت خلاله اناسا اساءوا لي في  أحلك ايام حياتي، اناس أذوني بقصد أوبغير قصد ولكن رحمة الله شملتني بفضل أناس لن أنسى أبدا مواقفهم معي ، أناس مدوا لي أياديهم لاحيا من جديد ،وكلمتي لمن أساء لي سواء قاصدا أو غير قاصد ،هي أنني  سامحتهم  الى يوم القيامة ، يكفيني من الدنيا عيشي بقلب مطمئن وسليم من الحقد والانتقام  والله سبحانه يمهل ولا يهمل .

 

ما هي رسالتك للذين وقفوا بجانبك في المحن وتودين توجيه الشكر لهم ؟

 الكلمات لا تكفي لشكرهم واحدا واحدا ،وكل باسمه  ،صورهم ومواقفهم معي عالقة أبد الدهر، وكلمتي لهم :أقول احبكم وممتنة لكم ،لولاكم لكان حالي غير حالي الآن وحال أبنائي غير حالهم اليوم .

 

9كلمة في حق المرحوم ابيك ؟

والدي المرحوم محمد العيدي مدرستي في النضال  وسندي الذي فقدته يوم اشتدت حاجتي اليه ،كانت مواقفه متميزة وكان رجلا علمني قوة الشخصية والاعتماد على النفس والاعتزاز بأنني امرأة،كان رحمه الله يزودني في طفولتي بالكتب ويسهر على إتمامي قراءتها ،كمجلة العربي وقصة البؤساء والسيرة الذاتية للسادات، وقصص جورجي زيدان ومؤلفات قاسم امين ونوال السعداوي، وكتب عن الاشتراكية قرأتها كلها في طفولتي وفي مرحلة الإعدادي الى ان غيرت الجماعة الإسلامية مساري .موته خسارة حقيقية لي في حياتي أسال الله تعالى أن يكرم مثواه آمين.

 

كلمتك الأخيرة أستاذة صباح

خلاصة القول أستاذي ، قوة شخصية المرأة تصنعها الإرادة ويصنعها الوالدان والأسرة والمحيط ، يجب ان نؤمن بالمرأة وبقوتها ودورها الكبير في الحياة .ونصيحتي لبناتي :لا تسمحن لأحد ابدا أن يقلل من شأنكن ومن قيمتكن وافتخرن انكن نساء وتأكدن من قدراتكن وضعن لأنفسكن اهدافا سامية في الحياة ولا تقهركن الحياة ابدا ،وكلمتي للذكورة التنغيرية : غيروا من طباعكم و نظرتكم للمرأة واصنعوا من بناتكم قائدات واطرا وليس إماء وجواريا ..

المصدرزايد جرو - تنغير

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.