الورد: الشمعة التي تحترق لتنير أهل دادس

admin
2017-04-21T03:22:59+01:00
آخر الأخبارمحلية
admin20 أبريل 2017
الورد: الشمعة التي تحترق لتنير أهل دادس

لعة مكونة منطقة الرائحة الساحرة منطقة في أعماق المغرب،عرفت بقلبها النابض، ورود تحفها من الشمال والجنوب، خلابة تتألم لتعطي أزكى الروائح…. دادس يسكنها القليل ويعرفها الكثير،هذا المجال يمتد على مساحة 107340 كلم مربع من مساحة المغرب، وتقطنه ساكنة بلغة1.6 مليون نسمة أي ما يمثل 5.37 من ساكنة المغرب، وبمجرد وصولك إلى المنطقة ستفاجأ بكميات الورد التي تغطي حقوله ومزارعه في خامس شهور السنة إنه شهر قطف الورد.

 على سبيل التقديم 

يعد ورد دادس هبة من الله فهو من أجود أنواع الورود وأكثرها قيمة، فله عدة منافع، لكن رغم هذه المنافع  فورد قلعة مكونة يعاني من سوء الاستغلال المفرط حيث نجد أن أغلب سكان  المنطقة ، وخاصة الفلاحين المزارعين المتوسطين الذين اتخذوا زراعة الورد عملا لهم، يشتكون من الوضعية الاقتصادية للورد، فهو يباع بسعر بخس للمعامل ووحدات التقطير بالإضافة إلى تراجع الإنتاج حيث انخفض منذ سنة 1990 من 2050 طن سنويا إلى 1628 طن . كما أن المساحات المزروعة انتقلت من 4 آلاف هكتار إلى 3 ألاف هكتار في السنوات الأخيرة وهذا كله  يهدد هذا المنتوج الأصيل. ويعاني ماء الورد أيضا من التزوير والغش حيث يتم التلاعب به  و إضافة  مواد كيماوية ومصنعة تفقده مزاياه الطبيعية مما يؤدي 

إلى تراجع الإقبال على منتوج الورد ويصبح تأثيرها سلبيا على صحة المستهلك وهذا ما يجعله يفقد الثقة في المنتوجات المحلية للورد.

ward1

 تعاونيات التقطير: تعاونيات صديقة للبيئة 

 لا أحد باستطاعته أن ينكر أن أي منتوج تدخل المكننة في عملية  إنتاجه لا محالة سيكون له تأثير سلبي على البيئة ولعل مصانع تقطير الورد في قلعة مكونة من 

هذا الصنف إذ توظف مجموعة من الآليات التي تضخ كميات هائلة من الأدخنة ملوثة بذلك الجو. علاوة على السوائل المتبقية بعد كل عملية تقطير و التي  غالبا ما يتم تصريفها  إلى وادي دادس. في ظل هذا التجاوز البين لحدود المعقول في التعامل مع البيئة تبرز لنا التعاونيات كنقطة نور تنير هذا الظلام الذي يِؤججه التلوث الصادر من المعامل، إذ إن هذه التعاونيات تستعمل آليات بسيطة لتقطير الورد وصنع منتوجات التجميل دون أي إضرار بالبيئة  أولها يتجلى في تجفيف الورد بطريقة طبيعية لا تتدخل فيها الآليات أو المواد الكيماوية.

  من الجدير بالذكر أنه  بعد عملية التقطير لا يتبقى من المنتوج شيء، وآخر البقايا يتم تحويله إلى “غاسول” وبالتالي تكون هذه التعاونيات صديقة للبيئة لأنها تضع نصب عينها الحفاظ على البيئة. وتجدر الإشارة إلى أن أغلب التعاونيات تعتمد في عمليات إنتاجها على وسائل بدائية إلى جانب بعض الآليات وقد تبت لنا بعد المعاينة أن جل مراحل عمليات الإنتاج لا تضر بالبيئة وأنها تجسد التعامل الأمثل مع بيئة المنطقة.

 تعاونية تايتمتين: نموذج رائد في الحفاظ على البيئة. 

لفك الغموض عن الصراع القائم بين الجودة و الكم و الاطلاع على نماذج رائدة في المحافظة على البيئة في المنطقة  اتجهنا في أول زيارتنا إلى جمعية “تايتماتين” ،جمعية ببساطتها تحدت كل العوائق و استطاعت أن تجول بمنتوجها في جميع بقاع العالم، وفي هذا الإطار زودتنا رئيسة الجمعية “زهرة العلواني” بمجموعة من المعلومات التي تخص التقطير التقليدي للورد ، إذ أدلت أنهن يركزن على المحافظة على البيئة و على جودة المنتوج دون التفكير في تحقيق أرباح هائلة  ففي ما يخص المنتوج صرحت أن 1كيلوغرام من المنتوج يعطي في حالة الجودة 1لتر من الماء الخالص إضافة إلى أن 5طن من المنتوج يعطي 1لتر من الزيت التي يبلغ تمنها 14 مليون سنتيم أما ما يخص مخلفات عملية التقطير فلا تساهم بأي شكل في تلويث البيئة حيث أنها تستعمل في إنتاج مواد التجميل “كالغاسول”.

 مما لا شك فيه أن الورد الزهري هو زينة دادس بل أكثر من ذلك لأنه رئة 

دادس التي ينتفع بها أكثر من 75% من الساكنة وتساعد في تحريك عجلة الاقتصاد المحلي والجهوي. إلا أنه للأسف الشديد تعاني هذه الثروة من سوء الاستغلال بسبب مجموعة من العوامل يمكن تصنيفها على  إلى عوامل طبيعية  مرتبطة بتوالي سنوات الجفاف، وقلة مصادر المياه الكفيلة بري المنتوج، إلى جانب العامل الطبيعي يحضر العامل البشري المتجسد في التوسع العمراني على حساب المساحات المخصصة لزراعة المنتوجات الفلاحية خصوصا الورد كلها عوامل ساهمت في تدهور المستوى التسويقي لهذا المنتوج المتميز.

ward3

 التعاونيات: نحافظ على البيئة فمن سيحافظ علينا؟

تجمع أغلب تعاونيات المنطقة على أنها لا تستطيع الصمود أمام تيار المصانع الجارف، في ظل غياب الدعم المناسب من قبل الدولة، فهذه التعاونيات التي تختار سبلا وطرقا تقليدية لتقطير الورد من أجل الحفاظ على البيئة أولا والحصول على منتوج أصيل ثانيا، تطرح سؤالا مفصليا ألا وهو: نحن نحافظ على البيئة، 

لكن من سيحافظ على بقائنا؟ وفي منها أوضحت رئيسة الجمعية التي زرناها أن منطق الحفاظ على البيئة عند التعاونيات قد لا يبقى في غمرة تسارع التعاونيات للربح السريع، وأن السبيل الوحيد لإبقاء الموازين على هذا الشكل هو مراقبة إنتاج المصانع  وفرض العقوبات على توظيف المواد الكيماوية الملوثة للبيئة من جهة، من جهة أخرى دعم التعاونيات على الاستمرار في طرقها في تقطير للورد  من أجل الاستفادة من حسنيين الأول: منتوج أصيل مقطر كما ينبغي .والثاني: بيئة نقية تسمح بالعيش السليم.  

 على سبيل الختم    

  لعله من المهم الإشارة ونحن على أعتاب ختم هذا التحقيق الصحفي إلى أنه من الصعب على هذه التعاونيات ترك بصمتها الإيكولوجية في هذه المنطقة في غياب دعم فعلي لها وإلا ستكون النتائج وخيمة على البيئة وبالتالي سيكون الخاسر الأكبر هو المواطن الدادسي الذي سيجني ويلات  التلوث خصوصا  وأن المنطقة تشهد تزايدا ملحوظا في عدد المصانع.

المراجع المعتمدة:

 الوحماني عمر (2014) دينامية المجال الواحي ورهان التنمية المستدامة حالة جماعة سوق الخميس  دادس نموذجا، الطبعة الأولى، أكادير

 وثائق مركز التعاون الفلاحي بقلعة مكونة .

 تقارير تعاونية تايتمتين بسوق الخميس دادس 

Webographie

http://www.lemgoune .com

://www.eauetforets.gov.ma

فريق العمل:

 بديعة الفسكوي

 فاطمة الزهراء أعشيش

 فاطمة الزهراء السعيدي

 مليكة الوالي 

 أعريم رشيد 

 موسى فضيلي

تأطير :

الأستاذ/ صابر مستور

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.