الملك محمد السادس: الشعوب العربية تجمعها وحدة العقيدة واللغة، وتفعيل التكامل لا ينبغي أن يظل شعارا مؤجلا

admin
2014-12-04T16:20:46+00:00
آخر الأخبار
admin4 ديسمبر 2014آخر تحديث : الخميس 4 ديسمبر 2014 - 4:20 مساءً
الملك محمد السادس: الشعوب العربية تجمعها وحدة العقيدة واللغة، وتفعيل التكامل لا ينبغي أن يظل شعارا مؤجلا

بمناسبة استضافة المملكة المغربية لمؤتمر فكر السنوي في دورته 13 وجه صاحب الجلالة الملك محمد السادس رسالة سامية إلى المشاركين في أشغال المؤتمر تلاها السيد عبد اللطيف المنوني، مستشار صاحب الجلالة عبر فيها عن اعتزازه باحتضان المملكة المغربية للمؤتمر، ومنوها بأنشطة هذه المؤسسة الفكرية، التي أضحت فضاء رحبا للحوار البناء، والنقاش الرصين، وتبادل الآراء بين الأكاديميين ورجالات الفكر والثقافة والسياسة والإعلام، بخصوص أهم الإشكالات والقضايا العربية والعالمية الراهن حسب ما جاء في الرسالة.

إذ شهد مركز المؤتمرات بمدينة الصخيرات صباح اليوم الأربعاء الخميس 03 دجنبر 2014 انطلاقة فعاليات مؤتمر فكر السنوي الثالث عشر “التكامل العربي: حلم الوحدة وواقع التقسيم، والذي تنظمه مؤسسة الفكر العربي بمدينة الصخيرات المغرب تحت الرعاية الملكية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.

وأكد في ذات الرسالة الملك محمد السادس أن ما يجمع الدول العربية أكثر مما يفرقها، فهي موحدة بقوة التاريخ والحضارة، وهي متواصلة جغرافيا، ومنسجمة إنسانيا، ومتكاملة طبيعيا، بفضل ما تزخر به من موارد بشرية وطبيعية هائلة. أما الشعوب العربية فتجمعها وحدة العقيدة واللغة والثقافة، وروابط الدم والأخوة والمصير المشترك.

متأسفا ومتحسرا على واقع التجزئة والانقسام، الذي يطبع العلاقات فيما بينها. فمعظم الدول العربية تعيش على وقع خلافات بينية مزمنة، وصراعات داخلية عقيمة، فضلا عن تنامي النعرات الطائفية والتطرف والإرهاب.

مضيفا أنه أمام هذا الوضع الذي ترفضه الشعوب العربية، فقد أصبح التكامل ضرورة ملحة، غير أنه في ظل التحديات المتزايدة التي يواجهها الوطن العربي والعالم من حوله، ينبغي التعاطي مع هذا الموضوع بمنظور واقعي جديد.
مركزا على أن الوحدة العربية ليست حلما صعب المنال، أو سرابا لا فائدة من الجري وراءه، بل هي تطلع مشروع قابل للتحقيق، وضرورة استراتيجية على الجميع المساهمة في تجسيدها.

كما أن التكامل العربي لا يعني الانغلاق والانعزال عن العالم، بل ينبغي أن يشكل حافزا لتوطيد العمق الإفريقي والآسيوي للعالم العربي وتوسيع علاقاته مع مختلف القوى، والتكتلات الجهوية والدولية.

إذ بعد أن أخلف العالم العربي مواعيد كثيرة مع التاريخ، فإن تفعيل التكامل لا ينبغي أن يظل شعارا مؤجلا إلى ما لا نهاية.

في حين دعا جلالة الملك المثقفين العرب لتعزيز سبل التواصل والتفاهم بين النخب والشعوب العربية، من أجل انبثاق نهضة فكرية عربية شاملة، كوسيلة لتوطيد وحدة الشعوب.

ليخلص في نهاية الرسالة إلى أن الشعوب العربية لا تنتظر من هذا الملتقى الفكري الهام، مجرد تقديم النقد للواقع العربي، أو البكاء على الماضي المشرق، وإنما تريد من المؤتمر الوقوف بكل تجرد وموضوعية على الأسباب الحقيقية، التي أدت إلى هذا الوضع، وكذا تبادل الرأي بخصوص السبل الكفيلة بالمساهمة في تغييره، والارتقاء بالعالم العربي إلى المكانة التي يتطلع إليها أبناؤه.

هذا وتستمر أشغال الملتقى إلى غاية يوم الجمعة 05 دجنبر 2014 في نقاش متواصل في جلسات عامة ورشات تهم التكامل الاقتصادي من خلال الموارد الطبيعية في الوطن العربي، والتعاون الإقتصادي مع إبراز التحديات في ظل التنوع الذي يعيشه، ثم ورشات التكامل الثقافي من مدخل تراجع دور النخب الثقافية، وكذا دور الثقافة والفنون في إرساء وحدة الشعوب، ثم ورشات التكامل السياسي من منطلق المسار التاريخي للتحولات الجيوسياسية في الوطن العربي، بالإضافة إلى نقاش حول تعزيز دور المنظمات الإقليمية.

ياسر الخلفي- الصخيرات

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.