كم من الماء سنوفر بميزانية الوزارة المكلفة بالماء؟

admin
اقلام حرة
admin24 نوفمبر 2014
كم من الماء سنوفر بميزانية الوزارة المكلفة بالماء؟
ذ.عبد الله بوفيم

الماء في المغرب, البلد المعتمد الفلاحة,  لا يكاد يعرف المواطن البسيط من المعني به, هل هو المكتب الوطني للماء والكهرباء؟ أم هي الوزارة المنتدبة المكلفة بالماء؟ أم هي وزارة الفلاحة؟ أم المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر؟

كل الوزارات والمصالح المذكورة تنفق مبالغ مهمة سنويا في ميدان ضمان الماء للمواطنين شربا وسقيا لفلاحتهم, ومن يقرر في الماء ليس في الغالب من ينفق في سبيل ضمان الماء.

صرحت الوزيرة المنتدبة المكلفة بالماء شرفات أفيلال, أن ميزانية  وزارتها هي 04 ملايير درهم, وهي في نظري ميزانية جد ضعيفة وخاصة لمادة جد مهمة  وأساسية لا حياة بدونها ولا شغل ولا إنتاج ولا تصدير ولا عملة صعبة.

لكن نفترض أن ما خصص للماء هو أقصى ما يمكن الحصول عليه فقط وجب علينا أن نعرف كيف ندبر ما توفر لدينا من مبالغ مالية لضمان أكبر قدر ممكن من الماء الصالح للشرب.

تكاد الوزارة المنتدبة المكلفة بالماء تتجه بنظرها لضمان الماء نحو البحر وكأننا دولة لا تعرف المطر نهائيا. ما ضاع خلال الأربعة الأيام الماضية من مياه عذبة في المغرب  يمكنها أن توفر لنا فائضا مائيا كافيا لعشر سنوات أو أكثر.

لم يبق وادي في المغرب إلا وحمل من الماء أكثر من عشرين إلى مائة مليون متر مكعب من الماء بالنسبة للأودية الصغيرة والمتواضعة أما الأودية الكبيرة فهي طبعا صبت في البحر ملايير الأمتار المكعبة من الماء.

شرحت وكثيرا فائدة تقوية الفرشة المائية وقلت أن  تكلفة إحداث ثقب  واحد في قلب  الأودية تتراوح ما بين 60.000 ستون ألف درهم بقطر 35 سنتمر و 300.000 ثلاثمائة  ألف درهم بالنسبة لقطر متر واحد في الثقب المائي.

نفترض أن نصف ميزانية الوزارة المنتدبة المكلفة بالماء مخصص للتسيير  وبقي للتجهيز فقط مبلغ ملياري درهم كل سنة, سنحسب كم من الماء سنوفر بمبلغ ملياري درهم كل  سنة تقريبا.

نعتبر واقع اليوم هو عربون سنة ممطرة حيث استمر جريان الأودية البسيطة أكثر من أربعة أيام, أي حوالي 100مائة ساعة.

نحدد معدل تكلفة إحداث ثقب واحد حسب اختلاف القطر  في مبلغ 180.000مائة وثمانون ألف درهم, وعليه سيكون عدد الثقوب التي سنحدثها بملياري درهم :

2000000000   /   180000  = 11111أحد عشر ألف ومائة وأحد عشر ثقب مائي  في السنة الواحدة.

حاليا سنحسب كم من الماء ستضخ الثقوب المائية في قلب الأودية من الماء للفرشة المائية نملأ به البحيرات التي استنزفناها وعلى مدى الخمسين إلى المائة سنة الماضية.

قلت أن قطر الثقوب المائية ما بين 35 سنتمر و 100 سنتمتر وعليه سيكون معدل الثقوب هو 68 سنتمتر تقريبا.

ثقب بقطر 68 سنتمتر سيسمح بمرور متر مكعب من الماء في حوالي ثانيتين تقريبا ونزيد فنقول 03 ثواني. 

وعليه سيكون ما سيدخله ثقب بقطر 68 سنتمر في كل دقيقة حوالي 20 عشرون متر مكعب وفي كل ساعة هو 1200 ألف ومائتا متر مكعب من الماء وفي مائة ساعة كما هو حال الأيام الأربعة السابقة التي سالت فيها الأودية لمدة أربعة أيام متوالية حوالي 120000 مائة وعشرون ألف متر مكعب من الماء لكل ثقب مائي.

وعليه سيكون مجموع ما سيضخه حوالي 11111 ثقب  مائي هو مليار وثلاثمائة وخمسون مليون متر مكعب من الماء تقريبا في  أيام ممطرة.

لو  تساقطت الأمطار أربع مرات في السنة تقريبا سيكون مجموع ما سيوفره مبلغ ملياري درهم هو 5 ملايير و 335 مليون متر مكعب من الماء.

معلوم أننا في المغرب حاليا حسب تصريح الوزيرة المنتدبة شرفات أفيلال نستنزف من الفرشة المائية كل سنة حوالي مليار متر مكعب من الماء.

وعليه فبنصف ميزانية الوزارة المنتدبة المكلفة بالماء سنوفر احتياطي سنوي من الماء الصالح للشرب والفلاحة والكسب هو 4 ملايير متر مكعب من الماء تقريبا.

وزارة الفلاحة تنفق كل سنة مبالغ مهمة في ميدان ضمان الماء في شكل ضفائر أو آبار أو صهاريج بلاستيكية أو الشاحنات الصهريجية, ولنقدر أن ما تخصصه وزارة الفلاحة للماء هو حوالي مليار درهم سنويا.

لو أنفقت وزارة الفلاحة  مليار درهم سنة واحدة فقط  سيكون ما سيضمنه كل سنة هو 2 ملياري متر مكعب من الماء.

المكتب الوطني للماء والكهرباء يجني ملايير الدراهم من جيوب  المواطنين  فيما يخص توزيع الماء وينفق مبالغ مهمة في ضمان الماء نفترض أن ما ينفقه في حفر الآبار وتحلية مياه البحر أو ما يسميه تحلية هو مبلغ 2 مليار درهم كل سنة.

نطالبه أن ينفق وفي سنة واحدة  فقط  مبلغ 2 مليار درهم وسيوفر كل سنة بعدها احتياطي من الماء الصالح للشرب يتجاوز 4 مليار متر مكعب من .

المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر نفترض أنها تنفق نصف مليار درهم على الماء وعليه لو أنفقته في سنة واحدة وفقط ستوفر كل سنة حوالي مليار متر مكعب من الماء وهو مساوي لما يستهلكه المغرب حاليا وفي سنة واحدة من خلال الفرشة المائية.

الجماعات المحلية تنفق مبالغ مهمة في مد القنوات في داخل المدن والقرى لتجنبيها الفيضانات لو وجه إنفاقها في سنة واحدة نحو تقوية الفرشة المائية  في شوارع كل مدينة وقرية كما شرحت في مقال سابق, فإن كل مدينة ستضخ في الفرشة المائية وكل سنة بعشر ميزانيتها لسنة واحدة وفقط  حوالي مليار متر مكعب  للمدن الكبيرة وأقل منه للمدن الصغيرة.

وسنجنب مدننا الفيضانات وإلى الأبد ونضمن الماء للوطن شربا وسقيا وإلى الأبد بحول الله وقوته.

وعليه سيكون ما سنوفره بنفس ما ننفقه اليوم من مبالغ وفي سنة واحدة وفقط هو أكثر من عشرين إلى ثلاثين مليار متر مكعب من الماء وكل سنة إن شاء الله رب العالمين.

ولو استمر إنفاقنا لما ننفقه اليوم وكل سنة فإننا سنصل إلى أكثر من  مائتا مليار متر مكعب من الماء كل سنة وسنحول وطننا إلى جنة فوق الأرض.

ذ.عبد الله بوفيم- مدير صحيفة الوحدة

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.