أيت سدرات الجبل العليا: هل هناك طاقات شابة؟ ولماذا لا يعير أحد الإهتمام بالشباب؟

admin
آخر الأخبارمحلية
admin29 أغسطس 2016
أيت سدرات الجبل العليا: هل هناك طاقات شابة؟ ولماذا لا يعير أحد الإهتمام بالشباب؟

أيت سدرات الجبل العليا عبارة عن جماعة تتواجد بها مجموعة من الدواوير بدءا من أيت همو مرورا بكل من أي حمو أو سعيد وأيت سعيد، أيت عمرو أبراهيم وبوسكور ثم تزكين الذي يتوسط دواوير الجماعة وأكثرهم كثافة سكانية ثم يليه كل بومردول، تيلوت ثم أموكر.

حسب نتائج الإحصاء العام للساكنة والسكنى الذي قامت به المندوبية السامية للتخطيط سنة 2014 فساكنة هذه الجماعة  تتجاوز 5 ألاف نسمة، بينما تشكل الساكنة التي تتراوح أعمارهم بين 15 و 50 عاما حوالي 60 في المائة، وتشكل الإنات نسبة 51 في المائة من مجموع الساكنة.

مما يثير انتباهي في هذه المنطقة أنه لا أحد يعير الاهتمام بالشباب خصوصا أنهم مستقبل هذه المنطقة وهم من سيشكلون  في المدى القريب  خادمي هذه المنطقة في حال الإهتمام بهم وجعل مصلحتهم من أولى الأولويات، وهذا ما جعلني أفكر في كتابة هذا المقال الذي من خلاله سأتطرق إلى المشاكل التي يعاني منها شباب المنطقة والنتائج التي سوف ننتظرها إن لم نقم بدعمهم و تكوينهم وادماجهم في شتى مجلات الحياة، ومدى أهمية الالتفات إلى الفئة الشبابية، وسأحاول أن أقدم حلولا يمكن أن تساهم في تنمية شباب المنطقة أو بالأحرى أن تصل إليهم وإلى ذويهم ولمعلميهم وجميع المسؤولين عليهم وعلى المنطقة.

tizginnpress2

شباب منطقة أيت سدرات الجبل العليا كباقي شباب المغرب غير النافع لديهم امكانيات وقدرات عقلية تمكنهم من منافسة الشباب االذين ترعرعوا وسط المجال الحضري وبجانب وسائل متوفرة كالمدارس الخاصة والساعات الإضافية والمكتبات والمنتزهات الرياضية والشبكة العنكبوتية المتوفرة بجودة أفضل… لكن للأسف شبابنا لم يعمل على تطوير ذاته وإمكانياته بالكيفية المطلوبة بالوسائل المتواضعة المتوفرة لديهم رغم امكانية ذلك، ومن هنا سنبحث عن المشاكل الذي تمنعه من فعل كل ما هو مرغوب فيه ومن هنا يمكن أن أقدم فرضيات حول مصدر هذا النقص فبالدرجة الأولى قد يكون السبب هو الأسرة التي تعتبر العامل الأول في بناء الطاقات الشابة، ففي منطقتنا تحاول الأسرة توفير المستلزمات المادية والمعنوية لإبنهم من أجل أن  يدرس في ظروف جيدة و لكي يجد وظيفة في المستقبل ليعيل الأسرة. المشكل الذي يعاني منه شباب المنطقة عندما نتحدث عن دور الأسرة فهذه الأخيرة تطلب من إبنها أن يدرس من أجل أن يصير معلما أو أستاذا أوغيرهما من الوظائف العمومية التي هي سقف ما تتمناه الأسرة لإبنهم الشاب،  لكن لماذا لا نفكر مجالات أخرى كالقطاع الخاص الذي من خلاله يمكن للشاب أن يقوم بإنشاء مقاولته في المجال الذي يريده وهذا حتما سيجعله يكسب أكثر مما سيجنيه من الوظيفة العمومية وسسياهم أيضا في الإقتصاد الوطني، لكن لسوء حظنا أننا نحاول قدر الإمكان الهروب من المسؤولية وبذلك فالملجأ الوحيد الذي نفكر فيه هو الوظيفة العمومية وهذا هو حال كثير من أبناء المغرب العميق.

ونجد هذه الأسر تمنع أبناءها من الخوض في بعض المجالات كالسياسة مثلا ونجد أيضا أن الشاب لا يخوض في مثل هذه الأمور، ولا بد هنا أن أطرح سؤالا وهو كالتالي: لماذا لا نرى الشباب المجازين في صفوف المرشحين للإنتخابات؟ وهذه نقطة مهمة أيضا لأن مستقبل المنطقة سيكون زاهرا عندما يقوم الشباب بزمام الأمور السياسية.
هناك أيضا مشاكل لا بد أن أتطرق إليها في هذا الموضوع وهي غياب تام لجمعيات تهتم بالشباب رغم وجود مواهب كثيرة، لماذا ليس هناك ملاعب رياضية و مسابقات رياضية متنوعة، لا أحد يمكن أن ينكر وجود مواهب كثيرة في المنطقة والمشكل يكمن في كيفية إبرازها وإخراجها إلى أرض الواقع. لماذا ليس هناك مكافآت للتلاميذ المتفوقين ؟ لماذا ليس هناك خزانات يستطيع من خلالها التلميذ أو الشاب أن يزيد من رصيده المعرفي ؟ كل هذه أسئلة يجب طرحها لكن لمن؟ أين الجماعات الترابية ؟ أين الفاعلين الجمعويين ؟ 
لابد لنا أن نعرف حقوقنا وواجباتنا كل هذا من أجل مستقبل الشباب الذي يمكن أن يكون هو المصباح الذي سينير لنا المستقبل بل وسيعمل قدر الإمكان على إعطاء قيم مضافة لأن حب المنطقة لا أحد ولاشيء يمكن إخراجه من قلوب أبناء المنطقة خصوصا عندما تهتم المنطقة بالشاب في صباه فحتما سيفكر في رد الجميل عندما يصبح راشدا.
كل نراه الآن في أيت سدرات الجبل العليا خصوصا ، ليس هناك لا جمعيات شبابية تهتم بأمور الشباب، لا مساعدات تمكن المنطقة من توفير كل ما قد يجب فعله من أجل تنمية شباب المنطقة، فعلا نحتاج إلى كل هذه الأشياء فكل ذلك ممكن لكن بشرط التغيير ، لا بد من تغيير الأفكار، لابد من وضع برامج، لا بد من إيجاد حل لتمهيد الطريق نحو هذا التغيير لنربي نفوسنا على أشياء جديدة لم تعرفها المنطقة من قبل،
ومن أجل تغيير نمط الحياة لا بد من حلول والتي تبدأ من الأسرة التي من واجبها أن تساهم في تكوين طاقات شابة في المستقبل القريب. دون أن ننسى دور المدرسة و دور كل من الجمعيات والجماعة والقيادة والعمالة و كذلك الدولة في تكوين هذه الطاقات الشابة.

من الحلول التي أقترحها هي خلق جمعية أو جمعيات من قبل الشباب، تهتم بجميع مواضيع الشباب وتسعى إلى تنمية القدرات والإمكانيات وتجمع الشباب في نفس الوقت خلال ندوات أو عروض لمناقشة مشاكل المنطقة وكل ما يخص المنطقة وشبابها. ولا بد أيضا من إقحام العنصر النسوي في شتى المجالات لأن ذلك له دور كبير في تنمية المنطقة.

المصدرمراسلة تزكين بريس للجريدة

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.