لا حديث بجهة درعة تافيلالت هذه الأيام الحارة إلا عن النبتة السحرية العجيبة، التي لم تجد أرضا خصبة لها  في أرض الله الواسعة غير  حدبان أراضي أرفود  بإقليم الرشيدية، فيا لبلادة الفلاحين، ويا لبلادة المستثمرين في نخيل المجهول كيف فاتتهم فرصة الاستحواذ على الهكتارات من الأراضي التي يصعب أن ينالها المستثمرون الشباب باسم الاستثمار الفريد والغريب… النبتة المتطورة حسب قاموس جهة درعة تافيلالت متطورة تكنولوجيا وتنمو وتتجدر في المناخ القاحل الصحراوي وسوف تنتج العلف والأعلاف بالأطنان في الهكتار الواحد…إنها الاكتشافات العظمى التي لم يحققها العثمانيون زمن إمبراطوريتهم، فبربحها  ستغرق الرشيدية  في  النعم حتى أخمص القدمين  وستعوم المنطقة بعائداتها لفك العزلة عن الساكنة  حين تسقط الأمطار وتقطع الوديان كل المسالك، وستُسقى الساكنة ماء  حين تجف الآبار بضواحي ألنيف  وستشفى  بدواء الترياق للتخفيف من وجع  سم العقارب والأفاعي  بأرفود وستنقذ النساء الحوامل بأعالي الجبال اللواتي تُحملن على الأكتاف والنعوش وسينقل الأطفال المتمدرسين بوسائل نقل مريحة بدل الشاحنات… وبأرباحها  أيضا ستتقوى أرصدة من يجمعون بين التجارة والسياسة.

الجمع بين التجارة والسياسة في نظر الكثير من المحللين السياسيين أمر مستهجن لأن التجارة تجارة فيها الربح والنفع الخاص قبل العام وقبل الخسارة، لكن السياسة خاصة في المجالس فيها الخدمة للصالح العام، والمنتخبون لم ينجحوا بمباراة يُعز فيها  المرء أو يهان كما يقال لكن بالتصويت وبالتزكية وبالبرامج والحيل وأشياء أخرى يتقنها أصحاب “الشكارات.”

الجمع بين السياسة والتجارة هو شبيه بالجمع بين التربية والسمسرة، فلا يمكن للمدرس الذي يلقن القيم أن يكون سمسارا ،لأن مهنة السمسرة تستدعي وتستوجب التحايل والكذب واليمين على الباطل، وهو ما يتنافى ومهنة التدريس، ومن جمع بينهما فهو أحمق أو معتوه أو انتهازي أو اختار مهنة التدريس لأنه لم يجد اختيارا تجاريا يليق بمستواه انذاك، فالنبتة العجيبة التي يمكن أن تتطور في أرفود وتصل  إلى صحاري إفريقيا، ولِما لا صحاري أمريكا واستراليا  ستُعلب بالرشيدية وتصدر عالميا تحت اسم ” مايد إن أرفود”  باسم شركة “آل شيبان ” وأتباعه وستجلب الاستثمارات والعلماء والخبراء  للمنطقة الذين يتطلب نقلهم  المروحيات  المجهزة بكل شيء باسم  العشبة حفاظا على سلامتهم.