تناقض الخطاب و الممارسة لدى رئيس جهة درعة تافيلالت

admin
اقلام حرة
admin30 يونيو 2016آخر تحديث : الخميس 30 يونيو 2016 - 11:08 صباحًا
تناقض الخطاب و الممارسة لدى رئيس جهة درعة تافيلالت
احمد نعيمي

قد يكون خبر اقتناء رئيس مجلس جهة درعة تافيلات  سبع سيارات ذات الدفع الرباعي  من طراز توارك ب 280 مليون سنتيم بعد أن اقتنى لنفسه و لنائبه سيارتي  مرسديس  فارهتين ب 120 مليون سنتيم،قد فاجأ البعض لأنهم صدقوا خطابات الحزب الذي ينتمي إليه رئيس جهة درعة تافيلالت أي حزب العدالة و التنمية .فهذا الحزب أسس خطابه السياسي كله على قيم و البسها لبوسا دينيا للسطو على الدين الاسلامي وعلى الخطاب السياسي و الان على المال العام فأموالكم أيها المغاربة غنيمة في نظر هؤلاء و لا تحكمها  القيم التي ينادي بها هذا الحزب .لأنكم بكل بساطة لستم منهم .فماذا لم يفعل هؤلاء عندما تولوا مسؤولية تدبير الشأن العام غير الحنث باليمين وخيانة الأمانة والكذب والغش و التدليس أم أنهم هنا أوفياء للقولة الماثورة :” افعل ما أقوله لك و لا تفعل ما افعله أنا؟”

بماذا سنصف خطوة رئيس احد أفقر الجهات بالمغرب غير خيانة أمانة الناخبين الذين أدلوا لحزبه بأصواتهم؟ أليس تبذير المال العام فسادا في حين أن الشعار المركزي لحزبه هو محاربة الفساد؟ أليس التبجح بشساعة الجهة و وعورة تضاريسها تدليسا و غشا؟ أين نحن من النزاهة و الاستقامة التي يتشدق بها PJD و رئيس الجهة المحسوب عليه و احد قيادييه امر بصرف 400 مليون على أسطول السيارات الفارهة في جهة لازالت الأغلبية  الساحقة من المواطنين تتنقل على الدواب او الأقدام؟ على من يزايد مثل هؤلاء ؟أم أن هذا لا يعدو أن يكون صدى لمجاهدة النفس او مونولوجا داخليا كما هو شأن العفاريت و التماسيح التي لا توجد الا في مخيلتهم ؟ ابمثل هذه الممارسات سنطور الممارسة الديمقراطية والانتقال من جهوية موسعة الى جهوية ديمقراطية ؟أم أن رئيس جهتنا ضد هذا القاموس أصلا و يريد تحويلها الى امارة يجول فيها بأسطوله الفاره ؟أم تراه اختلطت عليه درعة تافيلالت الفقيرة جدا بتيكساس الغنية جدا ؟أو تراه يريد التدرب على الرالي و الفرو الكر في الصحراء؟ ففي الوقت الذي كان فيه المواطنون المغاربة بجهة درعة تافيلالت ينتظرون ممن فوضوا اليهم تمثيلهم الإنصات لهمومهم الفعلية المتمثلة في العزلة و الفقر و ضعف البنيات التحتية بل و التهديد الذي يهدد الحياة ككل بالجهة و هو التصحر و اختلال التوازن الايكولوجي الواحي  الهش أصلا. بل والرقي بالممارسة السياسية لمحاولة الإسهام في الإجابة على التحديات الجيوستراتيجية لمنطقة حساسة  بموقعها الجغرافي على الحدود مع خصوم المغرب الجيوستراتيجيين. يفاجئ الدرعيون و الفيلاليون و الدادسيون و الغريسيون و الملويون.بان أولويات رئيس جهتهم هو أسطول سيارات فارهة.

و في الوقت الذي كان فيه الفاعلون المدنيون ينتظرون من رئيس الجهة تفعيل هيئات التشاور المنصوص عليها دستوريا على مستوى الجهة بوصفها جماعة ترابية . إنصاتا منه لنبض المصطدمين بإكراهات الواقع التنموي بالجهة و تفعيلا للحكامة الجيدة تفتقت عبقريته على حلم عفوا على كابوس سيأتي على واحاتكم الطبيعية بالجهه ،ليجعل منها سيادته مدارا و مضمارا للسباق،كما نظر له خبراءه .انه فعلا سباحة ضد التيار و ضد توجهات المغرب.ففي مخيلة هؤلاء لا وجود لفكرة الجهوية الموسعة في أفق الديمقراطية كحل جيوستراتيجي للقضية الوطنية و للإشكالية المحيط و المركز و لا للديمقراطية التشاركية. مادامت الديمقراطية ككل تكتيكيا للتحكم في الغنائم فمن يتاجر بالمقدس لن يعير اهتماما للقيم الوضعية.إذ أمام هذه الفضيحة المدوية لرئيس الجهة المعتاد على ذلك سيأتي لنا بعذر افذح من الزلة كما يقال .فقد تحجج بوعورة تضاريس الجهة و شساعتها و بكون الجهتين السابقتين سوس ماسة درعة و مكناس تافيلالت لم تر ت منهما جهتنا الوليدة اسطولا للسيارات .فالجهة كذلك السيد الرئيس لم ترث شبكة طرقية تعفينا  من الكاط الكاط أصلا أليس الاجدر التفكير بهذا؟ أليست الأسبقية  لفك العزلة عن المناطق النائية و ما أكثرها في الجهة؟أليست الأسبقية لاقتناء وحدات وسيارات إسعاف مجهزة لفك العزلة الصحية عن الجهة في انتظار ان يجود الزمان بمسؤولين يفكرون في تقريب البنيات الصحية على الأقل لعواصم الجهة؟

أليست الأولوية لانجاز دراسات لإمداد الجهة ببنية تحتية تمكنها من إنتاج الثروة و تيسير تسويقها.و توفير مناخ الخلق و الإبداع و تشجيع الاستثمار،ضدا على المقاربة الاحسانية التي يتبعها حزب سيادة الرئيس لشراء الأصوات الانتخابية إذ الصدقة تمدد فقر الفقير إلى الغد؟

انه النفاق بعينه و ازدواجية بين الخطاب و الممارسة . فقد أوصلنا هذا الحزب و مسئولوه إلى الدرك الأسفل للسياسة و بمثل هذه الممارسات يشجعون العزوف عن السياسة لأنه في مصلحتهم و ذلك من اجل بقائهم كحزب أغلبية انتخبتهم أقلية من المغاربة. لكن المغاربة لن يرحموا من يتلاعب بمعتقداتهم و مقدساتهم و بطموحاتهم و أمالهم فهم شعب ذكي و لا ينسى التاريخ. أما الكاط كاط فستتعطل و ما سيبقى هو سقوط ورقة التوت عن المتبجحين بمحاربة الفساد في حين هم المفسدون الكبار و لكن لا يعلمون.  

المصدراحمد نعيمي (فاعل سياسي و مدني)

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.