فاجعة عمارة صونابا أكادير تطرح أكتر من تساؤل حول احترام الشركة لبنود «قانون الشغل»

admin
2016-06-23T10:18:59+01:00
جهوية
admin23 يونيو 2016
فاجعة عمارة صونابا أكادير تطرح أكتر من تساؤل حول احترام الشركة لبنود «قانون الشغل»

الكثير من عمال البناء يخاطرون بحياتهم مقابل أجور زهيدة، يصعدون فوق طبقات أعلى بمجموعة من أوراش بناء بمدينة اكادير، والهدف واحد لقمة عيش سائغة رغم مرارتها أحيانا بالنظر إلى نوعية الأشغال والمجهود العضلي المطلوب لتحصيلها ولو على دفعات.

لكن الإشكال حسب متتبعين، أن هذه الأشغال وتحديدا باكادير تمر بغياب التكوين في مجال يحتاج إلى دورات تدريبية لتحصيل سبل السلامة الجسدية في بناء العمارات، إضافة إلى ما تتطلبه هذه النوعية من الأعمال من مهارات وكفاءة عالية تطال المهندسين والبنائين على حد سواء لاحترام بنود التعاقد وتصاميم التهيئة العمرانية بما ينسجم ووحدة وجمالية المدينة، وكل هذه الأمور تظل في كفة، والأخطر من كل ذلك هي شروط السلامة الغائبة، كما حدت صباح أمس السبت بعد سقوط سقف أحدى العمارات بمنطقة صونابا أكادير و خلف وفاة عامل و إصابة أربعة أخرين مما يعيد للأدهان شروط وقانون السلامة الجسدية للعمال داخل أوراش البناء.

 للحادت  أكثر من دلالة،حيت باتت إشكالية توفر شروط السلامة ببعض أوراش البناء تطرح عدة تساؤلات، في ظل العديد من النقائص التي يعرفها القطاع، حيث يبقى العمال معرضين بين الفينة والأخرى لأخطار الحوادث الناجمة عن ظروف العمل القاسية، خاصة وأنه نادرا ما تتوفر شروط وضمانات السلامة تماشيا مع بنود «قانون الشغل» المفروضة على جل المقاولين، والمسؤولين بأوراش البناء…، خاصة إذا علمنا أن لوبي الإسمنت هو المتحكم الرئيس في مجرى الأحداث وفي اتخاذ القرارات ، كل ذلك على حساب عمال بسطاء لا يكفل لهم مثيل هذه الأشغال أية تغطية صحية أو تسجيل بصندوق الضمان الاجتماعي ولا حتى قواعد السلامة، وغير هذا أجور هزيلة ومعها المغامرة بالحياة من أجل الإستمرار على قيد الحياة تحت طائلة البحث عن “طرف ديال الخبز“.

هذا وقد أعاد هذا الحادث إلى الادهان مجموعة من الحوادث التي تعترض العاملين بأوراش البناء جراء الإهمال وغياب دور المراقبة  في تسجيل المخالفات التي كثيرا ما تخلف وراءها ضحايا ، علما بأن هذا القطاع يشغل يدا عاملة مهمة على مستوى المدينة .

الإهمال من طرف بعض المقاولين و بعض المسؤولين بالأوراش وعدم إعطائهم الأولوية لمسألة السلامة داخل الاوراش، خصوصا في ما يتعلق بإجبارية استعمال الخوذة الواقية إضافة إلى غياب الاجراءات المرافقة لتجنيبهم السقوط في حال قيامهم بأعمال البناء والصيانة في بنايات شاهقة الارتفاع. يمثل جانب من  نوعية الصعوبات التي يواجهها العمال بمجموعة من أوراش البناء ، في الضواحي ، حيث غياب مختلف اللوازم الأساسية لعمل هؤلاء من خوذة وحذا ولباس مناسبين، حبال وآليات متطورة في حالة … في حين يعتمدون على بعض الوسائل التقليدية حيث يتسلقون بنايات عالية على ظهر ألواح خشبية مثبتة بواسطة حبال لا تخلو من خطورة ، مما يجعلهم معرضين للسقوط في أية لحظة وحين، من قبيل استعمال «السرير» أو «الجرارة»، للصعود إلى قمم البنايات دون خوذة واقية.
هذا دون نسيان الصعقات الكهربائية التي كثيرا ما تعرض لها عمال بأوراش مختلفة بالنظر للعشوائية التي يتم بها توصيل هذه الخيوط الكهربائية التي يتم «أخذها» في غالب الأحيان من الأعمدة مباشرة، ليظل خطرها يتهدد المئات من العاملين بأوراش البناء، ينضاف إلى ذلك: خطر سقوط بعض الآليات كالرافعات الكبيرة.

إنها أوضاع تهم بعض الأوراش تستوجب اتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان سلامة كل عامل بمختلف أوراش البناء «من قبيل مراقبة هذه الاوراش باستمرار والتأكد ميدانيا من مدى احترامها لمعايير السلامة التي أضحت مفقودة، وذلك تفاديا لوقوع مزيد من الحوادث ذات الحصيلة المأساوية أحيانا» كما جاء على لسان بعض القريبين من هذا المجال!

المصدرالمهدي النهري / تنغير انفو

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.