هكذا انتهت المكالمة الليلية.

admin
اقلام حرة
admin3 يونيو 2016
هكذا انتهت المكالمة الليلية.
الخامس غفير

في وقت متأخر من الليل وضعت إحدى الروايات الرائعة التي كانت تجذبني -كلما حلّ طيفها أمام ناظري- على رفوف مكتبتي، حقا كنت مدمنا على قراءتها في المرحلة الثانوية، ولازلت كلما رجعت بي الذاكرة إلى هذه المرحلة أعود إليها مهرولا ،رواية للأديب المتميز والهادف نجيب الكيلاني .
في الحقيقة رواية تأسرني كلما وضعتها بين أناملي،وتصفحت أوراقها و تتبعت خيوطها،و تعمقت في مضانها ، وطريقة حبكتها ،و حللت ما بين سطورها و أغراضها.،إنها الرواية التي تحكي “عمر يظهر في القدس”.الله!! يالها من روعة !، و يا له من إبداع ! و الأروع هو ذاك الشوق إلى القادم من الأيام بعد سبات عميق.
إن جمال الأسلوب و سهولة اللغة، و بناء العقدة و حبكة النص كانت من بين الخصائص التي تميز كتابات الرجل الذي اريد له أن يكون مغمورا، و متواريا عن جمهور عريض من عشّاق الأدب و ممن يهيمون حبّا في عبق اللغة و سحر البيان.
نعم و ضعت روايتي،فإذا بهاتفي يرن ، ترى ما الخطب؟ من المتصل في هذا الوقت المتأخر من الليل؟ اللهم لطفك يا رب….
تلقّفت هاتفي على وجه السرعة حتى لا يثير أي إزعاج لمن القى لنفسه التداعي الحر و هو في نوم عميق ،ليجلب لنفسه فرص النجاح عبر الأحلام الوردية التي تنعشها النوايا النورانية.

– أجبت السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
و عليكم السلام و رحمة الله.
– مرحبا من معي ؟
هههه ألا تعرفني .
– عذرا لا.
أنا من معارفك .
– شكرا، و مرحبا .
الغريب هو أن المتصل لم يفصح عن هويته،و لم يذكر لي اسمه.
قلت، جميل أن نتفكّه مع من هم إلينا أقرب،و لكن ينبغي أن نقتنص الوقت المناسب،و الصيغة الفاضلة، أما أن يتحول الأمر إلى المضايقة فهذا غير مقبول.
سألني المتصل من أنت ؟
فتبسمت ضاحكا و مستغربا.
– قلت أنت من معارفي كما أفصحت و صرّحت.
نعم، نعم و هو كذلك.
– إذن لست في حاجة إلى معرفة من أكون ؟
صح، فقط حتى أتأكد و ليطمئن قلبي .
– فبدأت أفكر مليا، باحثا عن جواب أنهي به هذه المكالمة الهاتفية ، وبأدب رفيع رغم هول المفاجأة….
أصرّ صاحبنا هذا على معرفة مع من يتكلم و هو المتصل به ابتداء….
– يا رب، للمكالمة ادابها و أخلاقها و و و…..
ألو،ألو…..
– نعم لازلت معك على الخط …
ما اسمك ؟ و ماذا تعمل ؟ و أين تسكن ؟
انكشفت اللعبة، و ظهرت حقيقة المتصل، و عبّر عن حقيقته، جلّى لنا نيته و قرّب إلينا رغبته من هذه المحاولة الجبانة و المثيرة للتقزز و الاشمئزاز…..
لم يكن سوى من أصحاب الفوضى، و من مثيري القلق و الإزعاج، و من أصحاب السهر الذين اضناهم الأرق ، وقتلهم الإدمان ،ومن الذين يبحثون عن بعض الضحايا للتسلية و قتل الوقت في دياجي الليل المدلهّم .
: فحتى انهي فصول هذه المكالمة، أجبته على الفور، و قلت له :

– أنا السيد #‏غفير‬ على وزن #‏وزير‬ ، و لكن ماشي في المغرب.

انتهت المكالمة بسلام، و توجهت للنوم على أمل الإنتهاء من قراءة رواية جديدة للروائي الرائع والقيلسوف كما يحلو لي أن أسميه “كونديرا”.

المصدرالخامس غفير

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.