السياسة و التنمية

admin
اقلام حرة
admin27 مايو 2016
السياسة و التنمية
يوسف بن مولى

أطلقت على التنمية السياسية هي أنها مجموعة من المتغيرات  تستهدف الثقافة و البنية السياسية مؤدية إلى نقل المجتمع من نظام تقليدي أو غير حديث إلى نظام  حديث غير تقليدي,و إحداث تحول في قدرة و قابلية الإنسان السياسية علىالاخد  بزمام  المبادرة من أجل تأسيس بني جديدة و تطور قيم عصرية قادرة على استيعاب ما يعرض من مشكلات و السعي لحلها  و التكيف مع المطالب و التغيرات المستمرة و السعي أخيرا من أجل تحقيق أهداف اجتماعية جديدة.                              

و ترتبط المشاركة السياسية بالمسؤولية الاجتماعية التي تقوم على أساس الموازنة  بين الحقوق و الواجبات  بالاظافة إلى أن المشاركة تدعم العلاقة بين الفرد و مجتمعه, و تجعل المواطنين أكثر إدراكا لحجم المشاكل المتعلقة لمجتمعهم.فأهمية المشاركة تأتي  من أنها عملية لنقل و إبلاغ حاجات المواطنين إلى الحكومة.                                                                      

انطلاقا من الأوضاع الاجتماعية المزرية التي نعيشها و التي كثر فيها الحديث و نحن نعاب المسؤوليين و المنتخبين على عدم الاهتمام بأوضاعنا الصعبة و في نفس الوقت لا نقوم بأي ردت فعل يعني لا ننتخب ولا نصوت و لا نترشح مادا تنتظرون؟ الدولة المثالية لأفلاطون أم مادا…؟.                                                                                                                

إن الفساد و الاستبداد يتغذى بعزوف المواطنين عن الحياة السياسية و ترك الفرصة الانتهازيين و أصحاب المصالح الخاصة,و لبديل عن انخراط المواطنين في الحياة السياسية و المدنية لمواجهة الفساد و الوهم من يعتقد أن بعزوفه السياسي يعاقب الدولة بل يعاقب نفسه بالدرجة الأولى ولمصالحه الاجتماعية و التاريخ يشهد بنفس السيناريو.                                             

فالدولة تطلق دعايتها بأهمية العمل السياسي على الكفاءات الموجودة و الاقتراحات الجادة من أجل التغيير ولكن للأسف لازال البعض ينتظر بتوفير الشروط المثالية بدون انخراط و عمل و تضحية التي تتطلب الإرادة و الصبر من أجل المستقبل.           

عند وجود مشاركة سياسية فعالة من قبل الجماهير و هده المشاركة سوف تعود على المجتمع بفوائد,لأنها تعني تحقيق مساهمة أوسع للشعب في رسم السياسات العامة وضع القرارات و اتخاذها و تنفيذها,وإعادة هيكلة و تنظيم بنية النظام السياسي      ومؤسساته و علاقته بها يتلاءم وضعية المشاركة الأوسع للشعب في العملية السياسية و فعاليتها,و هي أحد المعايير الرئيسية لشرعية السلطة السياسية في أي مجتمع.و توفر للسلطة فرص التعرف على رأي الشعب ورغباته و اتجاهاته و تحقق له الأمن و   الاستقرار داخل  المجتمع و تعتبر شرطا أساسيا لتحقيق التنمية في المجتمع لهذا فالمشاركة السياسية تعتبر شرطا ضروريا لتحقيق التنمية السياسية.                                                                                                                     

التغير بطريقة المساهمة الفعالة في الميدان( تدبير الشأن المحلي)  أفضل من اجترار نفس الواقع لسنوات التي ندور في  الحلقة المفرغة من أجل الوصول إلى القرار و بعد نحقق ما نريد,و أخيرا فان التنمية السياسية تعد من عوامل حفظ الأمن والاستقرار الوطني  في أي مجتمع,خاصة وأن الوعي السياسي هو الذي يدفع المواطنين نحو احترام سيادة القانون , هيبة الدولة و الاندفاع بايجابية نحو المزيد من المشاركة السياسية.                                         

ختاما لهذا الموضوع يمكن القول لا تنمية بدون ممارسة سياسية ما رأيكم….؟                                                        

المصدر يوسف بن مولى

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.