عبد الحكيم بقي: كاتب وشاعر شاب يستحق التفاتة وتكريم

admin
اقلام حرة
admin25 يناير 2016
عبد الحكيم بقي: كاتب وشاعر شاب يستحق التفاتة وتكريم
زايد بن يدير

يعتبر عبد الحكيم بقي شاعرا، كاتبا وروائيا وقاصا من الجنوب الشرقي للمغرب، فهو من مواليد 20 مارس 1986 بقصر عمار (اقليم تنغير)، حيث بدأ مساره الدراسي بمجموعة مدارس عمار ثم انتقل إلى ثانوية محمد السادس بالنيف ثم بعد ذلك إلى جامعة المولى اسماعيل بمكناس حصل فيها على الاجازة في الدراسات الانجليزية تخصص لسانيات.

بدأ مساره الأدبي كسائر الأدباء بإلقاء قصائد شعرية في الأمسيات الثقافية التي كانت تنظم في قريته عمار،  وكان يجالس كبار السن: الرجال و النساء، لينهال من معارفهم فكانت قصائده بداية لتجربة شعرية تنضج يوما بعد يوم إلى أن أفرزت شاعرا شابا يتقن اختيار الكلمات و نقشها بحروف تيفيناغ , فأضحى شاعرا متألقا بدأ نجمه يسطع في السماء خاصة حين فاز بجائزة الابداع الأدبي دورة 2011 في القناة الثانية بعمله المتميز :” كود نسندو نتندو “, فبدأت قرية عمار و منطقة النيف تعرف بفضل ابداعاته و بإبداعات شعراء أخرينثم بدأ في الغوص والبحث في ثنايا العادات و التقاليد التي تميز قبائل الجنوب الشرقي، فأفضى به ذلك إلى تأليف أول ديوان له مع الشاعر حميد هجا تحت عنوان: ” ندر ألمندور” ثم تبعه بمؤلفات كالآتي: تيغيرا ن ؤحرير- تسليت ن ؤحانو ن واليم- كود نسندو نتندو- تامغرا ن يفاغريون-  Ait Atta Tribe and their culture باللغة الإنجليزية-  تايري ن وول ن ؤكشوط ثم له قيد الطبع : “ازلان ا تسوتيوين”.

وقد تميزت مسيرته بمشاركات عدة في مهرجانات وطنية:

  • المهرجان الوطني للفيلم بطنجة، حينما مثل دور أمدياز في فيلم الطفل الشيخ لحميد بناني؛
  • المهرجان الدولي للشعر والزجل بالدا البيضاء؛
  • الاحتفال بالسنة الأمازيغية بعدة مدن: طنجة – مكناس – …
  • توقيع مؤلفاته بعدة مدن باستثناء منطقة النيف؛
  • مشاركته ككوميدي في أمسية لجمعية الأمومة بتنغير؛
  • المهرجان العاشر لأيت وراين – عين فندل-تاهلة؛
  • أمسيات فنية لمنظمة فضاءات الابداع والتنمية بطنجة وهو رئيسها في تنغير؛
  • المنتدى الدولي الجامعي بمكناس؛
  • أمسيات شعرية بمختلف ربوع المملكة

بعض الشهادات التي عثرت عليها في صفحات كتبه واصداراته:

  • الفنان الشاعر عمر أيت سعيد:

” الشاعر عبد الحكيم بقي انسان طيب وكريم تحمل جل كتاباته تيمات تنم عن دفاعه المستميت عن القيم النبيلة كحب الوطن والاعتزاز بالهوية الأمازيغية وحب الأم وقيم التسامح والتعايش والانفتاح”

  • الكاتب المغربي موحى صواك:

” عبد الحكيم بقي هو من بين الكتاب الذين أجدوا شعلة الابداع بلغتنا الأم فكل ابداعاته هي بمثابة لبنة للنهوض بالأمازيغية “

  • الصحفي لهميش محمد:

” استطاع بدكائه أن يوفق بين الابداع والدراسة… فهو باختصار فنان استطاع أن يحلق عاليا في الميدانين الفني والثقافي”

الفنان الكوميدي محمد باسو – زاكورة:

” أنا شخصيا أقدر مبادرة الشاعر عيد الحكيم بقي من أجل اعطاء معنى أخر لانتاج النص باللغة الأمازيغية فقد قرأت عدة مقالاته في صخف وطنية باللغة العربية فوجدت أسلوبا جديدا في ابداعاته …”.

  • السيد عبد الحكيم قرمان مستشار وزير الثقافة:

” عبد الحكيم بقي شاعر حكيم وشاب ومثقف صاعد من أعماق الثقافة الأمازيغية … أنه شاعر لامع       ويجيد التحدث باللغات: الأمازيغية، العربية والانجليزية… انه موهوب وأقدره، وأنا أتنبأ له بمستقبل زاهر مع الابداع والفن”. الكتاب الذي أصدره بالغة الإنجليزية.

الجانب الاعلامي للشاعر:

نشرت له مقالات وحوارات بجرائد وطنية ورقية والكترونية، وبإذاعات ونذكر على سبيل المثال (جديد أنفو، تنغير 24، زيز درا، كاب راديو، شدى افم، العالم الأمازيغي، تاويزا، العلم، جريدة طنجة، الإذاعة الوطنية والقناة الثامنة تمازيغت حينما كان يقدم النشرة الجوية وبعض الربورتاجات الاخبارية كمتدرب …

في نظري فكتابات وأنشطة عبد الحكيم الغنية والمتنوعة كانت بمثابة إرهاصات للحركة الثقافية الأمازيغية في بلادنا وبالجنوب الشرقي خصوصا، ورسمت أعماله ملامح النهضة الأدبية الأمازيغية التي من الواجب الانطلاق منها، واعتمادها كمراجع لأنها ترسم خارطة طريق للبحوث في الدراسات الأمازيغية، لكن المتأمل اليوم لهذا النتاج الثقافي الذي ألفه عبد الحكيم في الأدب والشعر الأمازيغي، لا نجد لها أثراً في رفوف المكتبات الوطنية وبدور الثقافة وبالمناهج الدراسية للأمازيغية بالتعليم الابتدائي، كي يستطيع الجيل الحالي واللاحق أن يكون على صلة مع هذه الأعمال التي تنفض الغبار عن الثقافة واللغة الأمازيغيتين، ولتكون حاضرة بين أبناء هذا الجيل لأن ذلك نوع من البر بأدب الكتاب، ولكون المرحلة في أشد الحاجة إلى مثل هذه الإنجازات الأدبية  للمساهمة في تيسير تفعيل الطابع الرسمي للغة الأمازيغية  في مختلف المجالات.

عبد الحكيم لم يصل إلى هذه المكانة التي أهلته ليكون محط الأنظار خارج منطقة النيف التي تعاملت معه بمقولة “مطرب الحي لا يطرب “، إلا لكونه كان صادقا مع فنه وثقافته، متابعا للاستزادة وقد كان يطلب دوما وهو في بيته الذي اكتراه بمعية زملائه حاليا بطنجة بالكتب، وبالمجلات، والدوريات لكي يوفرها في مكتبته. إنه يستحق التفاتة وتكريم متميز من المهتمين بالإبداع والفن، فتكريم الرموز أحياء أفضل من تكريمهم وهم أموات، لهذا يجب أن يكون ذلك بمثابة عادة تتبعها جمعيات المجتمع المدني بمنطقة النيف والجهات المختصة وخاصة وزارة الثقافة، فلدينا كتاب وشعراء أمازيغيون رحلوا عنا ونسيناهم بينما الأمم الأخرى تتذكر روادها وفنانيها أحياء سنويا وتحتفل بهم لتشجعهم على المزيد من العطاء والتأطير للناشئة.

وتبقى عدة أسئلة مطروحة تتبادر إلى دهن كل قارئ لباقي: لماذا يغيب الشاعر والكاتب عبد الحكيم عن الظهور على منصات أنشطة جمعيات المجتمع المدني بمنطقة النيف وبالجنوب الشرقي عامة على الرغم من المؤهلات الفنية والإبداعية التي يمتلكها؟ ولا يطل علينا إلا من خلال نافذة الأنشطة الثقافية بمدن شمال المغرب، وهل ذلك راجع لضربة مقص رقابة منظمي هذه الأنشطة؟ أم يهابونه لكي لا يجلب عنهم الأضواء؟ أم النعرة القبلية هي المتحكمة في برامج أنشطتها؟ ولماذا لا يتم استثمار طاقات مثل هؤلاء الكتاب والشعراء في خلايا البحث والتقصي في المكاتب المكيفة للمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية؟ ورئيسه هو الذي وشحه بالجائزة سنة 2011 واعتزوا به يوم تكريمه، أم تنقصه لكنة السوسية، أم دور أمثاله بالجنوب الشرقي يستثمرون كحطب الدفاع عن الثقافة الأمازيغية بالروح والجسد، والمناصب تنعم بها فئة عرقية معينة بالمعهد وبالقناة الثامنة. لذلك نقول كفى من إقصاء فناني ورواد وكتاب وشعراء الجنوب الشرقي من الظهور بالقنوات التلفزية، ويستحقون كل تكريم أسوة مع نظرائهم ببرنامج “مسار” وغيره.

نتمنى من منظمة الفن والابداع التي يترأسها مستشار وزير الثقافة ويترأس فرعها الإقليمي بتنغير الشاعر بقي أن تعيد الاعتبار لهذا الشاعر، وتزيد من تألقه كي يكون سفيرا للهوية المغربية المتعددة الروافد، وليمثل دوار عمار خصوصا ومنطقة النيف والجنوب الشرقي عموما أحسن تمثيل في مختلف المناسبات الثقافية الوطنية، وخير دليل على ذلك فوزه بجائزة الإبداع والفن على الصعيد الوطني والتي تنظمها بشكل دوري القناة الثانية. ولما لا أن يمثلنا في محافل دولية، فتحية ممزوجة بعطر ورود الفن والابداع الملتزم نزفها لكم السيد باقي ولجميع أفراد أسرتكم بدوار عمار الذي بفضلكم تعرف عليه الكثير من قراء مقالاتكم ومؤلفاتكم (أنظر المرفقات أسفله).  

المصدرزايد بن يدير

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.