ما السبب وراء انتشار الجيش في الشارع المغربي ؟

admin
آخر الأخبار
admin7 نوفمبر 2014
ما السبب وراء انتشار الجيش في الشارع المغربي ؟

في تدابير غير مسبوقة بالمغرب، انتشرت عناصر مسلحة من الجيش والشرطة في شوارع وساحات المدن الكبرى للمملكة وأمام المؤسسات الحيوية والسياحية في البلاد.

الانتشار القوي لقوات الجيش والأمن يدخل في سياق عملية ” حذر ” لمكافحة الإرهاب المعلن عنها الأسبوع الماضي.

ومع ذلك، أصيب العديد من المواطنين بالدهشة صباح السبت 1 نوفمبر وهم يكتشفون المشهد غير المألوف لعسكريين بزيهم الرسمي على مقربة من أبواب منازلهم.

محمد المساوي، تاجر من مدينة الدار البيضاء، قال “وأنا خارج من بيتي في الصباح أذهلني منظر المسلحين الثلاثة”.

ومضى يقول “كانوا يقفون قرب الصيدلية بجانب منزلي، يرتدون صدريات واقية ويحملون رشاشات. وغير بعيد على الرصيف يقف رجال شرطة آخرين بدون سلاح”.

وقال “اعتقدت في البداية أن الأمر يتعلق بسرقة الوكالة المصرفية القريبة”.

أما أحمد القرشي حارس سيارات، فيقول أنه أيضا فوجئ بانتشار القوات المسلحة صباح الجمعة، غير أنه ربطه في البداية بالإضراب العام للنقابات ، الذي جرى قبل يوم واحد.

وأضاف “خفت كثيرا أن تندلع مظاهرات وأحداث شغب. فطوال الأسبوع الماضي وهم يتحدثون عن الإضراب العام في الأخبار”.

ورغم أن وزير الداخلية أعلن عن عملية “حذر” خلال ندوة صحفية الأربعاء في الرباط، إلا أن العديد من المواطنين لم يكونوا يتوقعون أن يكون انتشار القوات المسلحة والأمنية أمام منازلهم.

أحمد الفيلالي، وكيل عقاري، قال لمغاربية “لم يسبق أن شاهدنا مثل هذا الاستنفار الأمني في المغرب مند سنوات الرصاص”.

وقال “حتى عقب التفجيرات الإرهابية في 2003 و2007، لم تصل الأمور إلى هذا الحد”.

وأوضح أنه رغم تعزيز الأمن عقب تلك الأحداث “لم ينتشر العسكريون في الشوارع برشاشاتهم مثل ما يفعلون اليوم”.

وأضاف الفيلالي “لقد أصبت بالذهول والدهشة في البداية لأننا في المغرب لم نتعود على انتشار الأسلحة بمثل هذا الشكل في الشارع العام. لكنني الآن، وبكل صراحة، أصبحت أشعر بأمان وطمأنينة أكبر. فوجودهم سيشكل رادعا قويا لكل المجرمين وكل المنحرفين وكل الإرهابيين”.

وقال “كل يوم نسمع ونرى ما يفعلون في سوريا والعراق وليبيا. بلدنا مستقر وآمن وعلينا أن نجتهد لنحافظ على هذه النعمة ضد كل المخاطر والتهديدات”.

وحاول وزير الداخلية محمد حصاد خلال تقديم خطة “حذر” الأمنية للصحافيين الأربعاء أن يبعث برسائل مطمئنة للمواطنين.

وأشار حصاد إلى أن المغرب لا يواجه أية تهديدات مباشرة وملموسة على المدى المنظور، لكن الحذر واليقظة ضروريان في وجه الإرهاب.

وأوضح حصاد أن عملية “حذر” تشكل خطة استباقية وقائية وليست إجراءا يستهدف مواجهة خطر معين.

وفكك المغرب في الآونة الأخيرة العديد من الخلايا الإرهابية التي ترتبط بالدولة الإسلامية (داعش)، وجلها خلايا صغيرة تضم عنصرا أو عنصرين. ومن بين الموقوفين عدد من الأجانب، من فرنسا وإسبانيا وبلجيكا والجزائر، إضافة إلى بعض المغاربة الذين يحملون جنسيات أخرى.

ويتخوف المغرب بشكل كبير من إمكانية استعمال داعش لأجانب أو مغاربة يحملون جنسيات مزدوجة كذئاب منفردة لتنفيذ عمليات إرهابية ضد مصالح أجنبية ومحلية في البلاد.

كما تتخوف البلاد من المخاطر المرتبطة بإعادة انتشار المقاتلين المغاربة الذين شاركوا في المعارك بسوريا.

فالمغاربة لم ينسوا أن المقاتلين العائدين من أفغانستان في بداية الألفية الثانية كانوا وراء التفجيرات الانتحارية في الدارالبيضاء في 16 مايو 2003، والتي خلفت زهاء خمسين قتيلا.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.