ألم يكن بنكيران و حزبه على علم بوجود الفساد قبل تولي الحكم؟

admin
آخر الأخباروطنية
admin3 ديسمبر 2015آخر تحديث : الخميس 3 ديسمبر 2015 - 7:40 مساءً
ألم يكن بنكيران و حزبه على علم بوجود الفساد قبل تولي الحكم؟
في كل مرة ننتقد فيها فشل حزب بنكيران أو ما يسمى تزويرا حزب العدالة و التنمية,إلا و انبرى مريدو بنكيران و طائفته و حزبه للدفاع عنه و عن منجزاته التي لا يراها إلا هم بالقول:”إن فساد الحكومات السابقة لا يمكن حله من طرف حزبنا بين عشية و ضحاها” و هو ما أجبنا عنه بمقال معنون ب “أسطوانة الحكومات السابقة”,حيث تدور فكرته الأساسية حول” ألا عذر لمن قبل الدخول إلى الحكومة و لا مبرر له و أن تحميل المسؤولية للحكومات السابقة ما هي إلا محاولة هروب إلى الأمام و انسلال من المحاسبة و المتابعة”.
و ها نحن نجدنا راجعين إلى هذا الموضوع بمناسبة تعليق بنكيران و ناطقه الرسمي على احتجاجات الأساتذة المتدربين بما معناه”أنهم كانوا على علم بشروط المباراة التي تفصل التوظيف عن التكوين و ماداموا كذلك أي ماداموا على علم قبلي بتلك الشروط و قبلوا اجتياز المباراة بها,فلا عذر لهم بعدها”.
و لكن لماذا لا ينطلق بنكيران و مصطفى الخلفي من نفسيهما و يتوقفا عن تبرير فشل حزبهما في كل الميادين بفساد الحكومات السابقة؟ألم يكونا و معهما أتباعهما و حزبهما على علم بأن الفساد كان موجودا منذ سنين منذ كانوا في “المعارضة”,بل منذ تأسيس حزبهم؟
إذا لم يكونوا يعلمون فتلك الطامة الكبرى,إذ كيف لفاعل سياسي يفترض فيه أن يكون على دراية تامة بكل صغيرة و كبيرة في الوطن ألا يعلم باستشراء الفساد و هو الذي كان يزعم قيادة المعارضة؟
و إذا كان يعلم ورغم ذلك قبل الدخول إلى اللعبة السياسية,بل و تولي زمام الحكم فتلك أم الطوام,إذ كيف يقبل عقل أن تكون على علم تام و بكامل قواك العقلية و الجسدية بأن الفساد ينخر الوطن و مع ذلك تصر على تقلد المسؤولية؟ثم تأتي و تبرر فشلك بالفساد الذي كنت على علم بوجوده و بالرغم من ذلك قبلت اللعبة بشروطها تلك !!
فكيف يسمح بنكيران لنفسه و معه الخلفي و من يجري في فلكهما أن يبرروا اليوم”فشل الإصلاح الذي جاؤوا به” بعقود الفساد التي سبقت ولايتهم الحكومية؟
إن الذي يدل دلالة واضحة على أن بنكيران كان على علم مسبق بوجود التماسيح و العفاريت و الديناصورات و شياطين الجن و الإنس…(حتى لا يقول لم أكن على علم) أنه  صرح في أكثر من مرة قائلا”إنه من الصعب إصلاح فساد السنوات الماضية في “فترة وجيزة””.
و بما أن بنكيران و حزبه على معرفة بوجود الفساد و قبلوا مع ذلك تولي رئاسة الحكومة, فلماذا يلومون الناس على رفض شروط كانوا على علم مسبق بها رغم أن المقارنة مجحفة,إذ المعنيون بالأمر في الحالة الثانية لم يستشاروا لوضع تلك الشروط و لم يطلب رأيهم فيها و لم يشاركوا في وضعها؟
سيقول مناصر لبنكيران,”إن حزبنا قبل الدخول إلى الحكومة رغم علمه المسبق بوجود الفساد ليحاربه من داخل الحكومة و ليس من خارجها”,و سنرد على ذلك بالقول”حتى الأساتذة المتدربون دخلوا المباراة ليسقطوا المرسومين من داخلها و ليس من خارجها”.وماذا بعد؟
الخلاصة أنه من العيب أن يفعل المرء أمرا و يعاتب الآخرين عندما يأتون بنفس الفعل,و إلا سيصبح كلامه دون معنى,فالصحيح أن يبدأ الإنسان بنفسه أولا ثم ينظر إلى عيوب الآخرين إن هو أراد أن يكون قدوة لهم,يحترمونه و يصدقونه خاصة أنه هو من بيده مصير البلاد و العباد مما يجعله مسؤولا عن كل كلمة يقولها و كل سلوك يأتي به و ليس كأي إنسان يفعل و يقول ما يحلو له و لا يهم,و إلا فلا أحد سيهتم بما يقول عندما يقع في مثل هذه التناقضات السمجة و لو كان صادقا.
المصدرمصطفى ملو

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.