أعداء النجاح

admin
اقلام حرة
admin23 نوفمبر 2015
أعداء النجاح
ذ:طارق الوفي
كثيرا ما فكرت في هذا الموضوع أعداء النجاح أو(فن الاحباط) فهو على صلة وثيقة بالنجاح, فمواضيع النجاح كثيرة لكن قليل من تحدث عن الإحباط الذي يقابل النجاح بطبيعة الحال.وإنك لتستغرب من هذا العنوان وتقول في نفسك الآن كيف يكون للنجاح أعداء.
ارتأيت أن أشاركك هذه الأسطر وأجعلها تأملات تنفض الغبار عن هذا الموضوع .
فن الاحباط عند تدبرنا له نجده مرتبطا بالنجاح بالدرجة الأولى فحيثما كان نجاح أو ناجح فهناك احباط أو محبط.أي بمعنى آخر عدو أو أعداء.فالنجاح يبعث على السكينة والهناء والسعادة لأنه نهاية الأماني ومبتغى الغايات والمرامي.لكن طريقه شائك وملئ بالثغرات والمطبات.فالناس يجمعون على حب الناجحين والتباهي بهم ويبغضون الفاشلين ومن والاهم والبعد عنهم.
حديثي إليك عن النجاح و الناجحين و عن الإحباط والمحبطين.الذين لا يحبون الناجحين.أناس لا يُحركون ساكنا ويُسكنون محركا.
ليس النجاح الذي يتبادر إلى ذهنك الآن هو النجاح في الدراسة أو العمل أو الوظيفة أو منصب عالي أقصد….النجاح أولا وأخيرا نجاح للذات فهو الأهم وهو الحقيقي.
فكثير من الناس ينجح في دراسته وفي الحصول على المراتب العليا لكن إذا ما واجهته مشكلة من مشاكل الحياة يخسر مع أول تجربة.
بهذا فالنجاح يكشف الستار عن أشخاص فاشلين ويجعلهم في ورطة ويزدادون حقدا وبغضا وكرها له.وبهذا فالطريق لن تكون مفروشة بالورود والزهور أو أن يُصفق لك الآخرون ويساعدونك بل انتظر العكس .عليك أن تتحمل تبعات النجاح.وبالتالي فنجاحك نجاحان:نجاح للذات ونجاح في مواجهة أعداء النجاح.
كما يقول الشاعر:
على قدر أهل العزم تأتي العزائم            وتأتي على قدرالكرام المكارم
وتعظم في عين الصغير صغارها           وتصغر في عين العظيم العظائم
لكل ناجح أعداء وهؤلاء لا نراهم بل يمارسون حياتهم في الخفاء لا يحبون الظهور والبروز يتواجدون في الظلام كل همهم هو الإفشال فهم يرون في نجاح الآخر ما يُذكرهم بفشلهم ولأنهم ضعاف النفوس.في محاولات تحطيمية لك فعوض أن يشجعك يحاول إفشالك في كل فرصة تتاح له فلا تسمع منهم ولو كلمة شكر أو ابتسامة كل همهم هو البحث عن نقط الضعف لديك ليطعنوك بهاويُكسروا بها مجادفك.وكأن نجاحك خطيئة ترتكبها عن حسن نية كما يقول بعضهم.فيجعلونك تتخلى عن أحلامك لتصبح عاجزا عن تحقيق أبسط الأشياء وتكون إنسانا أجوفا لا معنى لك لا تُحب الصعاب وتسعى إلى التافه من الأمور ومحبطا وكارها للتحدي وللصعاب…
لهذا فالنجاح يُقاس بعدد أعداء النجاح واعلم أنك كلما سموت في الأعالي إلا والتفتت حولك الغيوم وكلما علوت إلا وتظهر للناس أنك قزم صغير لا تساوي شيئا.فمن النصائح التي تُعطى للذين يتدربون على صعود الجبال هي:لاتنظر إلى الأسفل وأنت تصعد فإذا نظرت ضعفت همتك وانتابك الخوف.عوض أن يسخر هؤلاء قواهم للتفكير وتشجيعك بالعكس يسخرونها لإفشالك وتحطيمك.
ما تبادر إلى ذهني الآن وهو أنه ليس مُهما النجاح بل الثبات على النجاح وبه تحصل على نجاحات بلا حدود نجاح في كل شيء.وعلينا أن نستعد لمواجهة الصعاب لأن من كان يخاف من الظلام عليه أن يسير فيه وبعدها سيزول الخوف. وكما يقول خليل مطران:
اعزم وكد فإن مضيت فلا تقف          واصبر وثابر فالنجاح مُحقق.
ذ:طارق الوفي
أستاذ مادة اللغة العربية
بثانوية مولاي عبد الله بن احساين بتغزوتتنغير
المصدرذ:طارق الوفي

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.