رسائل إلى صاحبي: رقصة النجاح

admin
اقلام حرة
admin14 نوفمبر 2015
رسائل إلى صاحبي: رقصة النجاح
بدرالدين أيت بباعزيز
السلام على من صنع دروب النجاح في مواطن الفشل، وانطلق كالرصاص ليبدع شروط السعادة. سلام عليك ياصاحبي لأنني مذ عرفتك أدركت أن النجاح علم وتعلم وبحث دائم واكتشاف متواصل لعوالم من الفائدة والمتعة. منذ أن عرفتك يا صاحبي، وقرأت بعضا من مذكراتك وناقشت معك، عرفت أن ما يشغلك هو البحث عن قوانين ومبادئ النجاح. كان خطابك دائما أسئلة حول طرق ومنهجيات الناجحين السعداء، وما الذي يجعل السواد الأعظم من الناس غارقين في بحر الفشل والتعاسة؟ ولهذا أردت أن أتقاسم معك اليوم بعضا مما تكون لدي من أفكار حول النجاح في الحياة، النجاح الذي يمنح معنى للحياة ويجعلك تنعم برقصة النجاح.
لن يكون كلامي فلسفة يلفه الغموض، ولا شعرا ملفوفا بالإمتاع والمؤانسة، بل سيكون كلاما مباشرا حول دروب النجاح ومعاقل الفشل، سأحاول أن أضع بين يديك أفكارا عملية تجعلك إذا طبقتها تنعم بدفئ النجاح ومتعته. إذا أردت النجاح يا صاحبي، فلا نجاح بلا قرار نابع من الداخل، فهو البوابة الرئيسية للنجاح. فهل قررت أن تكون ناجحا وسعيدا؟ أم أنك مازلت تنتظر عربة الحظ والصدفة لتحملك إلى عوالم النجاح؟ إن القرار هو الصوت الذي ينطلق من أعماقك ليصيح في وجه الواقع السلبي، بصوت حاد يخترق حواجز الصمت، ويقول: كفى… كفى من الخمول، كفى من التأجيل والتسويف، كفى من احتقار الذات، كفى من الفشل، وكفى من كل موانع النجاح..
إن قرارك يا صاح، بذرة تزرعها في تربة شخصيتك، فإذا رعيت قرارك واهتممت به وسقيته بالحب والالتزام، وصبرت على نموه وتقدمه البطيء، سيكبر ويزدهر ويفتح أمامك أفاقا لم تكن تتوقعها، وسيتحول إلى مبدأ من مبادئ النجاح. وكلما تعددت قراراتك والتزاماتك، تحصنت حياتك بمجموعة من المبادئ الإيجابية ضد كل أنواع الفشل والإحباط. أما إذا كنت يا صاح، من أولئك الذين يقررون، ويهملون قراراتهم، ولا يطبقون، ينتظرون جنية النجاح لتأخذهم إلى قصورهم التي بنوها في السماء، فإنك تغض في أحلام الفاشلين. إستيقظ من سباتك وانفض عليك غبار الفشل وانطلق واعمل، فلا نجاح بلا عمل ولا عمل بلا تخطيط ولا تخطيط بلا قرار.
إن قرارك ياصاحبي، يصنع مبادئك ومبادئك تصنع شخصيتك وشخصيتك هي وقود انطلاقتك نحو عوالم النجاح.إعرف مبادئك واكتبها راسخة ثابثة في عقلك ووجدانك وحافظ عليها. اعذرني إن سألتك ياصاح: هل تعرف مبادئك ؟ إن أخذت مهلة للتفكير في الجواب، فإن حالتك مع النجاح سيئة جدا، ربما لأنك لازلت تنتظر تلك الفرصة التي لن تأتي أبدا. استيقظ والتقط قلما واكتب مبادئك والتزاماتك وتعاقد مع نفسك لتحقيق رسالتك النبيلة في الحياة. أما إذا كان جوابك واضحا متميزا فمعنى هذا أنك الآن في طريق النجاح وقريبا ستنعم برقصة النجاح.
اجعل من مبادئك يا صاحبي أن تكون حياتك مسيرة تعلم مستمر لقواعد النجاح وقواعد الحياة، لأن النجاح لا يعطى بل هو دروس متناثرة بين ثنايا الحياة، فتعلم من كل من حولك وما حولك، نعلم من الناس، وتعلم من الطبيعة، فكل ما في الطبيعة يعلمك أن تنمو وأن تتحرك وأن ترتقي، كل شيء فيها يعلمك الشموخ. في الطبيعة يا صاح لا مكان للكسل والخمول وإلا كان مصيرك التعفن والإضمحلان، وهكذا الحال في الحياة لا مكان للفشل والخمول… وأنا أكتب إليك هذا الخطاب، أقرأ في صفحات الجرائد الورقية والإلكترونية، ان شركة نوكيا التي تربعت سابقا على عرش تقنية الهواتف المحمولة بيعت لشركة مايكروسوفت، لأنها لم تستطع أن تحافظ على أدائها العالي في ظل المنافسة الشرسة لشركتي سامسونغ وآبل، فكان مصيرها الخروج من المضمار ومن المستقبل. لنعد إلى دروس الطبيعة في النجاح، انظر إلى النخل، لتتعلم منه الشموخ والعطاء، كما يصفه الشاعر:
كن كالنخل عن الأرقاد مرتفعا *** يرمى بطوب ويجني أجمل الثمر.
أنصت إلى الطيور وهي تغرد، في كل حين وفي كل مكان لتتعلم أن تواجه الحياه مهما كانت ظروفها بطيب خاطر وابتسامة عريضة، ليتحقق فيك القول المأثور: إضحك تضحك لك الدنيا. إن مسار الحياة يحتاج منك أن تضع أدنك على قلبها لتنصت لأنغام الحياة.
تعلم من الطفولة ياصاحبي، لأنها منبع من منابع النجاح، تعلم من طيبة وبراءة الأطفال ونقاء قلوب الأطفال، تعلم من إقدام الأطفال، تعلم من الطفل أن الحياة مجرد لعبة عليك أن تستمتع بلحظاتها ليكون النجاح حليفك دائما. في عالم الطفولة يا صاح لا مكان لمفاهيم الفشل والتراجع، في  عالم الأطفال فقط يمكنك أن تنعم برقصة النجاح، لأن الأطفال يأتون إلينا على درجة عالية من التطور تفوق البالغين لكي يعلمونا دروسا نحتاج إلى تعلمها حول السعادة.
لا تنسى يا صاحبي أن من بين مبادئ النجاح، أن تعيش بلا تكلف وبلا تصنع، كن صادقا مع ذاتك ومع الآخرين، عش وفقا طبيعتك وفطرتك النقية، فكل ما فيك يتوق إلى النجاح وكل ما فيك يعلمك النجاح، لقد خلق الإنسان يا صاح لكي يرتقي لأن الارتقاء طبيعة إنسانية. لكن أغلب الناس يغفلون هذه الحقيقة فيسلكون سبل الشقاء بحثا عن النجاح. أليس من الغباء ان تسلك دروب الشقاء والتعاسة بحثا عن السعادة والنجاح.
إذا قررت والتزمت ياصاحبي وسلكت سبل التعلم، فلا تنتظر أن تقطف ثمار النجاح في أولى خطواتك، بل على العكس من ذلك، توقع حصاد الفشل، لكن إياك أن تتراجع، إياك أن تحبط، لأن الفشل قانون من قوانين النجاح، فنظرة سريعة لحياة الناجحين العظماء تكشف عن ذلك بوضوح. إن الفشل معلم جيد، قل لي كم مرة فشلت أقول لك إلى أي حد عظيم سيصل نجاحك. وكما يعلمك الفشل يعلمك الفقر والحرمان والمرض، أرخي ذهنك لتتعلم الدرس، الفشل يعلمك أنك لم تلتزم بقرارك، يعلمك أن تزرع بذور النجاح من جديد، ويعلم الفقر والحرمان والمرض، أن تكون صبورا، أن تكون مبدعا لدروبك الخاصة نحو النجاح، ويعلمك واقعك هذا أنك لن تنجح وحيدا لذا ابحث عن فريق نجاحك ليأخذك نحو القمة، فمع فريق النجاح ستستمتع أكثر برقصة النجاح.
خلاصة خطابي ياصاح، أن النجاح صناعة لا يتقنها إلا السعداء، فإذا أردت أن تنعم به، فقرر من داخلك  بكل حماس والتزام واضح ، لأن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، فغير أفكارك ومشاعرك واجعلها أفكارا ايجابية حية. إذا أردت النجاح فاسلك سبل المتعلمين وأرخي عقلك وقلبك لكل من حولك لتتعلم الدروس، وابحث عن فريق يساعدك ويحمسك ويخلق فيك الطاقة الإيجابية، طاقة الحب والتعاطف، ويتقاسم معك وقود الأمل، لتنعموا جميعا وينعم معكم الوجود برقصة النجاح.
هذا بعض مما تكون لدي ياصاحبي من أفكار وقناعات حول النجاح، أتمنى أن تجد فيها ضالتك، ولا تنسى أن تتقاسم معي أفكارك وقناعاتك حول مبادئ النجاح.مودتي وتقدير ودمت صديقا عزيزا.
المصدربدرالدين أيت بباعزيز

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.