إملشيل: الجمرة الخبيثة وإحساس باحتقار المرأة يخيمان على موسم الخطوبة .

admin
2015-10-19T22:51:00+01:00
آخر الأخباروطنية
admin19 أكتوبر 2015
إملشيل: الجمرة الخبيثة وإحساس باحتقار المرأة يخيمان على موسم الخطوبة .
إملشيل قرية هادئة تقع جنوب شرق المغرب تجذب أنظار آلاف الزوار المحليين والأجانب باحتضانها موسماً سنوياً للخطوبة، بعد فترة الحصاد ومع بداية فصل الخريف، يحتفل فيه العشرات من شباب المنطقة بمراسم زواجهم.
ويعود أصل طقوس هذا الاحتفال الشعبي بخطوبة وزفاف الشباب والشابات من قبائل جبل الأطلس الكبير إلى قصة حب تتضارب الآراء حول حقيقة حدوثها، حيث عرفت تلك المنطقة قصة حب أسطورية جمعت بين شاب يُدعى موحا وفتاة جميلة تسمى حادة من قبيلتين متجاورتين لكن بينهما عداوة كبيرة بسبب مشاكل الرعي والسقي.
وتضيف الحكاية القديمة أن الشابين معاً لجآ إلى الجبل لندب حظيهما التعيس بسبب رفض القبيلتين زواجهما، وبكيا بغزارة إلى أن تكونت بحيرتان صغيرتان توجدان حالياً باسم “إيسلي” و”تيسليت”، أي العريس والعروسة، ويحج إليهما آلاف الزوار أثناء موسم الخطوبة بإملشيل.
وتعويضاً عن ندمها على رفض زواج الشابين عزمت القبيلتان على التصالح وتزويج شباب المنطقة في ما بينهم فقط وعقد موسم خاص بالاحتفالات كل سنة.
ويفد مئات الشباب المرشحين للزواج إلى موسم إملشيل لاستكمال إجراءات الزفاف تزينهم أزياء تقليدية من قبيل لباس الحندير الصوفي الذي تلتف فيه الفتيات بشكل محتشم، فلا يظهر منهن سوى وجوههن، لكنهن يغطينها حين يتقدم إليهن الأزواج لتحيتهن وتقبيل أياديهن تعبيراً عن مشاعر الحب والتقدير.
ويتم إشهار الزواج بين شباب المنطقة من خلال توزيع التمور بين الحضور باعتبارها فاكهة تشتهر بها منطقة الجنوب بالبلاد، ولكونها فألاً حسناً يؤشر على حلاوة الحياة الزوجية.
لكن بريق هذا الموسم العالمي لهذه السنة شهد تراجعا ملموسا حيث  نفذ شباب منطقة املشيل تهديدهم و اقاموا حلقيات بمكان اقامة الموسم – ايت اعمر- حيث رفعوا شعارات، نددوا من خلالها بالوضع الصحي بالمنطقة ،،وشجبوا بقوة تجاهل السلطات الاقليمية والمحلية لمطالب الساكنة المتمثلة اساسا في مراقبة مرض الجمرة الخبيثة عن كثب، وذلك بتعيين طبيب بيطري قار باملشيل ،وتلقيح قطيع الابقار والاغنام، والعناية بالمصابين بالمرض المذكور،وتعويض الاضرار الناجمة عن تقصير المصالح الفلاحية بالاقليم.

لا يعقل ان يحتفل البعض والاخرون في حزن، يعلق أحد المحتجين من المنطقة،الاعراس لا تتم مع المآثم التي أصابت السكان في صحتهم ، وفي مصدر رزقهم الذي هو تربية المواشي يؤكد آخر.

مئات الاشخاص منعوا تقديم طقوس العرسان ،و اضطر المنظمون الى القيام بذلك بمركز املشيل البعيد بما يقارب سبعة عشر كيلومترعن مكان الموسم.

السلطات الاقليمية تريد إقامة الموسم للتاكيد على أن المنطقة خالية من مرض الجمرة الخبيثة بعد أن إستطاعت المصالح الصحية البيطرية القضاء عليه ، علاوة على انها تروم ايصال رسالة مفاذها أن ما يروج في هذا الشان هو فقط مزايدات إعلامية فارغة،والشركاء المتدخلون والمنظمون همهم الاوحد هو تقسيم كعكعة الموسم الذي يقام بازيد من ستين مليون سنتيم.

والمؤكد أن الوعي بسلبية هذا الموسم بدأ ينمو وينتشر، و الشباب المتعلم بالمنطقة بدأ يرفض تسليع المرأة المحلية ،وتزوير الطقوس الاصيلة بالباسها اللباس الميثلوجي الفلكلوري الغارق في التسويق الخاطىء للخطوبة والزواج ،وهذا الامر يشوه التاريخ والاخلاق والثقافة المحلية المحافظة.وضرره اكثر من نفعه على المنطقة والدليل انها بقيت خامة كما تركها الفرنسيون رغم عشرات المواسم التي اقيمت منذ غابر الازمان.
المصدرتنغير انفو / متابعة

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.