بومالن دادس: كفى من صناعة الطغاة والأغبياء في السياسة

admin
2015-09-01T12:31:55+00:00
اقلام حرة
admin1 سبتمبر 2015آخر تحديث : الثلاثاء 1 سبتمبر 2015 - 12:31 مساءً
بومالن دادس: كفى من صناعة الطغاة والأغبياء في السياسة
براهيم عيناني
كثيراما يقول بيير بورديو”بأننا آليون بنفس الدرجة التي بها نحن ارواح” /” Nous sommes automate autant qu’esprit” …ومن هذا المفهوم للآلة  اي الجسدوبما له من ارتباط بالسلطة والعلاقات المبنية باالعادة وبالعنف وكوسيلة وحيدة لإخضاع الأفراد وتطويعهم وجعلهم ينحنون امام اصاغرهم سنقول مع نيتشه ، “مالذي يجعل الكاءن الحي يقبل بان يطيع ويأمر وفيما هو يأمر يضع نفسه في موضع المطيع؟”(زرادشت226)؛ زمن أسامر، زمن الانسان الذي يأمر نفسه ويدفع ثمن اوامره، هو زمن الانسان الأكثر حقارة ؛ زمن انتصار اخلاق العبيد وروح الانتقام السياسي حيث يتم التناوب على البلادة والغباوة بين عبيد (أكانوا بيضا او سودا) في شمال قنطرة بومالن اعتقدوا انهم تحرروا من العبودية باحتراف السياسة ، هم من فصيلة البراغيث احتقروا الجسد والأرض الأمازيغيين … اختلسوا المال العام وتحايلوا على القوانين وكلما ازدادت ثرواتهم ( شقق في مراكش وبومالن من خلال الصفقات مع العمران ومن خلال تأهيل ما يسمونه مدينة بومالن…..) ازدادوا اكثر فقرا وبؤسا بسبب طمعهم في ولاية ثانية لكي يتستروا على هذه الاختلاسات ….. وبين اغبياء أخرين جدد ، تقدموا الى لانتخابات  حاليافقط من أجل تكديس الثروات كما فعله المجلس الحالي ؛ يدعون النبالة والارث السياسي؛ هم ايضا، في اطاراخلاق العبيد وروح الانتقام ، يصغرون كل شيء ، يستهينون بالجسد الامازيغي بابتداع عالم بيروقراطي اكثر سموا من العالم السماوي الوافد عليهم الى حد ان بعض الأميين منهم يوهمون انفسهم بأن قيادة البشر لا يفترض اي مستوى ثقافي ولا سياسي وان تسيير وتدبير أمور المدينة قد يمر بدون محاسبة  ولا محاكمة .يخادعون انفسهم بأن من يملك فضيلة “الكذاب البارع ” سيستطيع ، و بالتحايل على القانون ، مراوغة الجهاز القضائي والعدالة ؛ بعضهم مهرجون ماكرون يتسترون على حقيقتهم بتمويه الأهالي -خاصة النساء- بالتصويت لصالح حزبهم في اللائحة الجهوية( وما علاقة النساء بمساءل الحزب والانتقمات اوالحزازات الشخصية ) … عند هؤلاء ايضا فالغباء قد يأخد شكل التستر على الغباء ، هم ايضا يريدون الرجوع الى أخد مشعل الغباء السياسي او التناوب عليه !قمة الغباء والبلادة هو جعل مصير كل الأهالي معقود على حبل فوق هاوية ؛ فالعبور من شمال البلادة الى جنوبها امر تراجيدي خطير:خطير هو النظر الى الوراء وكيف سادت اخلاق العبيد (اكانوابيضا او سودا) وكيف تسيد العبيد… خطير هو التفكير في المكبوت وارتعاش الاختلاسات؛ وخطيرهو التوقف والمحاسبة وحكم الأهالي او الانسحاب من السياسة …
وياله من انهيار في السياسة والاخلاق: لم يسبق لأمازيغ اسامر ان انحطوا الى مثل هذا الدرك من السياسة :فأغلب اللذين تقدموا الى الأستحقاقات الحالية والى جانب اميتهم في السياسة ودناءة مستواهم الثقافي ، هم على مسافة من دواتهم الاجتماعية والأسرية ؛ ولم يتقدموا الى الترشيح الا من خلال الوهم الذي كونوه عن  انفسهم و عن الا نتهازيين في المجالس السابقة: هم يحلمون بتكديس الثروات وامتلاك الشقق والسيارات الفاخرة كما فعله السابقون من خلال التحايل على القانون وسياسة اقتصاد الريع ؛ منتفخون بغرورهم الى حد اليقين بأن المجلس السابق سينفلت من المحاسبة والعقاب بعد المحاكمة . وياله من أخلاق العبيد وبؤس الوجود ؛ كان فوكو ( في جينيالوجية الذات) على حق حينما أعلن انه ” نظن أننا فاعلين أحرار لكننا منتجات تاريخية ” . بومالن ، كنموذج مثالي للغباء السياسي، حيث احتكار الكفاءة السياسية واحترافية السلطة من طرف أميين جليديين في طبعهم ومن خلال ديموقراطية الصناديق – كديكتاتورية الخبراء والسوفسطاءييين الديماغوجيين يتاجرون بمعارفهم في البيروقراطية لإغراء الرأي العام بدون الاهتمام بحقيقة المدينة – هذه المدينة تنحط الى درجة العاهرة وتدنت وكرا للعاهرات وتدنت نخبهاالسياسية وفاعليتها الجمعوية (مثقفون سلبيون موالون لمجلس الريع يحصدون مبالغ مالية هائلة بأسم  دعم جمعيات المجتمع المدني ) الى منزلة الدواب والرعاع: لاأحد يستطيع التمييز بين الحقير والعظيم…لهم أقنعة الصالحين على وجوههم فيخادعونك بجلود إلهية تحتها تعابين منهم من يستطيع ان يوفق بين نظرات الجلاد ونظرات كلاب الصيد ويدعون انفسهم بالصالحين والعادلين ؛ فحتى الجرأة تنقصهم على تصديق انفسهم : منافقين ، كذابين ومثلهم مثل اكثر الحشرات سما يلسعون بكل براءة ويكذبون بكل براءة: “فالذي لا يصدق نفسه، يكذب على الدوام”(يعلمنا زرادشت نيتشه،ص243):صرفت الملايين والملايير في ملاعب القرب … والصرف الصحي ولم تظهر اي نتيجة إيجابية لهذه المشاريع .وقعت النخبة الساسية على اكتمال مشروع 11 مليار وازدهرت رشوة افراغ أبار المراحيض وبقيت القبائل بدون ربط بقنوات الصرف الصحي …..
و انطلاقا من الإرهاصات الأولية للمشهد السياسي الحالي فقد يبدوانه وعلى عرش بومالن ستجلس زانية عظيمة الى الأبد : زنى ومازال يزني معها ” أمراء ايت باب اغيول”؛ فتصبح الفضيلة السياسية هي الحصول على العاهرة والفوز بها بديمقراطية تمثيلية للصناديق على مستوى “اغرمان” ( في حاجة الى ديموقراطية تشاركية لدمقرطتها)…..لهؤلاء يقول نيتشه وعلى لسان زرادشت” ان العالم يشبه الانسان بما هو ذو مؤخرة ، …عالم في حد ذاته فظاعة من قاذورات”….فرجوع المجلس الحالي بتحالف مع اليافعين ان لم نقل مع الأميين ثقافيا وسياسيا ، ونيتهم بالفوز بالانتخابات – وهذه قمة الاستهتار واستغباء الساكنة وما تبقى من الغيورين على المنطقة- لدليل واضح بوجود مكبوت في لاشعور “الأمراء ” : فكل واحد منهم كان يزني مع العاهرة (بومالن) بدون علم الآخرين . ما كان يجمعهم ليس الطعام في المقاهي او الفنادق وليس تأهيل المدينة او تنميتها وإنما اختلاس ونهب المال العام بالتحايل على القانون او الظفر بعاهرة غالبا ما تكون عوراء او عرجاء اكثر بؤسا منهم وأكثر صفرة من وجودهم وتنطبق عليهم مقولة زرادشت : “ان الأنا الماكرة …التي تريد مصلحتها الخاصة في مصلحة الجماعة ؛ تلك الأنا ليست اصل القطيع، بل إنحطاطه” ؛ هم يريدون العودة الى احتكار واحتراف السياسة ليس من اجل التسيّد في التسيير البيروقراطي وليس من اجل الفضيلة السياسية كحسن إدارة شؤون المدينة وسياستها او كالقدرة على قيادة البشر( كما يذكرنا مينون في محاورة أفلاطون ) بل من اجل الرغبة في الأشياء الجميلة والاشياء الطيبة والحصول على السيارات الفاخرة والشقق في مراكش  وأكادير من خلال الصفقات مع العمران والمقاولات المكلفة بإنجاز الصرف الصحي لمدينة بومالن ومن خلال اقبار البلدية في ديون طاءلة توهم الناس بتأهيل مدينة نظيفة ستعتمد على السياحة ….لم تعد المسألة أزمة إيكولوجية حول الحفاظ على نقاء الفرشة الماءية و لا أزمة اقتصادية عن معيقات خلق قطب حضاري ولا أزمة سياسية اخلاقية حول رفع التهميش عن المنطقة بل أزمة نفسانية سيكولوجية مرتبطة بمأساة مبنية على فقدان الثقة في كل شيء: فقدان الثقة في النفس، فقدان الثقة في الجار،في الجماعة، في البلدية ، في الأمة وفي المواطنة !ازمة الرغبة هاته تتجسد في فقدان الامازيغ ل”تموزغا”هم ،كرغبة تجمع وتلحم الأفراد فيما بينهم ،قد يسميها الإغريق ب”الايروس” ( سماها أرسطو ب “الفيليا” ) ، اي الاعتقاد في حب يوحد ويجمع الأفراد والجماعات علما ان الإغريق لا يعتقدون في إله واحد و موحد بل في حب وحيد يجمع شتات المدينة……
ازمة الامازيغ في اسامر تدخل في سيادة اخلاق الضعيف وارادة العبودية الطوعية ( تختلف كليا عن العبودية الطوعية عند اجدادهم كفن للمقاومة والبقاء ). فإذا كانت جنود المدن اليونانية تخضع لأمرائهم لان هؤلاء كانوا أنصاف وأشباه الألهة فإن أمازيغ آسامر خانعين و راكعين لأنصاف وأشباه الرجال من جلدتهم ؛ هيمنت اخلاق العبيد والضعفاء ثقافيا وانهارت اخلاق النبلاء من الامازيغ وينطبق عليهم ما قاله “دي لابويسي” في”مقالته عن العبودية المختارة ” : ” إن الشعب هو الذي يقهر نفسه بنفسه ويشق حلقه بيده …هو الذي ملك الخيار بين الرّق والعتق فترك الخلاص واخد الغل” ( يدخل ذالك فيما سماه بيير بورديو ب” العنف الرمزي ” اي مساهمة المستضعفين في الهيمنة على انفسهم) .اصل القصة تاريخي وثقافي ، فإذا كانت اخلاق العبيد مرتبطة أساسا بالديانات السماوية (……..)، فان الديموقراطية، كعقيدة جديدة، مرتبطة الآن بأخلاق المستضعفين ، حيث يتم انتخاب ممثلي السكان من خلال الإرادة العامة للاغلبية  …..لكن المدينة( ان كانت هناك مدينة بمفهومها الإغريقي ) لا تكون عادلة الا اذا ثم إعادة انتاج النظام الطبيعي ؛ اي الإقرار بوجود تراتبية بين الكائنات الطبيعية، هناك من هو طيب وصالح بالطبع وهناك من هو سيّء و خبيث بالطبيعة وهناك من هو في الوسط بينهما:انها الفكرة القائلة – وتماشيا مع النموذج السياسي الاريسطوقراطي لجمهورية أفلاطون -بأن الأفاضل( الاريسطقراطيون) هم من يجب ان يأخدوا بزمام السلطة : الطيبون في المرتبة العليا؛ الوسطاء في الوسط والسيؤون او الوقحون في الأسفل؛ وهذه هي بنية الكوسمولوجي-السياسي اي نمودج المدينة التي تحاكي النظام الكوسملوجي ( الطبيعي)…لقد حان الوقت للرجوع الى تلك المعادلة الأخلاقية – القانونية الرومانية والتي كان يتعامل بها أجداد الأمازيغ : ” إعطاء كل واحد ما له” اي اعادة وضع كل واحد في مكانه ؛ عندما  يتخطى واحد مكانه ، عندما يأخد الواحد اكثر من حقه وخرج عن اطار مهمته فيجب ارجاعه الى مكانته السابقة … و دور المجلس الفائز في الانتخابات المحلية القادمة هو استرجاع النظام الكوسملوجي الذي تم اغتصابه وتشويهه من طرف المجلس الحالي، حيث ان الأختلاف في الإلمام واحتكارالقوانين البيروقراطية  من طرف المجلس الحالي مازال يبجق ويسوق وكأنه تبرير طبيعي للأختلاف المبنين اجتماعيا…أن نمتلك فضيلة حسن تدبير الشأن العام وفضيلة ” قيادة البشر بالعدل”، هي ان ننفعل بهدوء وبصرامة وعدل وبقياس داخل عالم فوضوي ، غير محدد ومنحط اخلاقيا ونتقبل نهايتنا:لسنا آلهة ! اننا نجهل مصير افعالنا ونتائجها اتجاه العالم ؛ ربما ذالك ما تعنيه هذه القولة المشهورة لسقراط ” أعرف نفسك بنفسك ” …
أكان عليكم ان تنحنوا أمام أصاغرهم ؟يا أهل آسامر، كيف يمكنكم احتمال طاغية في السياسة والخنوع له عندما تعرفون انه نهب واختلس المال العام وتعرفون انه لا يملك من المال والجاه ومن القوة والسلطة الا ما أعطيتموه ؟ انها تعاسة رذيلة تشتد بكم عندما تحتملون النهب والفساد والسلب من نخب سياسية اكثر جبنا وأكثر حثالة من معلمين واساتذة يربون اولادكم ؛ هؤلاء ، كرؤساء جمعيات المجتمع المدني ( الموالون للمجلس الحالي ) يدعون الإصلاح من أجل التحايل والتغرير بكم ، بلادة هؤلاء المصلحين عميقة ” كل فضيلة تنتزع الى البلادة، وكل بلادة تنتزع الى الفضيلة ” ( نيتشه” فيما وراء الخير والشر”) ؛ هم يدعون الشواهد في الدراسات الامازيغية والبحث الأكاديمي ، وباسم جمعيات المجتمع المدني ، ( كنفدرالية الجمعيات لبومال تمثل قمة سياسة الريع  وانحطاط النضال المدني مثلا )…؛ جالسين ، قاتمين مثل الفزاعات امام البلديات والجماعات المحلية محدرين ومتوعدين ، خطاب هذه الاقزام في الجمعيات ( الغير الحكومية- الحكومية )، مثل خطاب الأعيان ، ينبني على التحريم والتغييب ولا يهمه التغيير والتأهيل او التنمية بقدر ما يهمه ترسيخ ثقافة العبودية الطوعية.ماذا سيستفيد العالم الأمازيغي من هذه العلوم الزائفة لهؤلاء الأشباه والأنصاف من المثقفين ؟ كيف سيتم تغيير هذا العالم المهمش بالأبتعاد من المجتمع المدني وبدون معرفته ؟ هل يجب الانحياز الى جانب الطغاة والوصوليين المستبدين ام استغلال المستضعفين من لحمهم ودمهم وإعادة انتاج التراتبية الأجتماعية ؟لماذا لم يترشح ولو واحد من هؤلاء المثقفين “السلبيين ” في الاستحقاقات الحالية ؟…. هم أناس فاءضون عن اللزوم ؛ عبيد من نوع جديد في خدمة صنم جديد ( في مرحلة الترسخ ) ؛ أشباه مثقفين بارعين في آليات سياسة الريع والتحايل على القانون ؛ يحصلون على برستيج المستضعفين من خلال لقاءات البلدية المفبركة والتجمعات الارتجالية حيت يتم افراغ النضال من محتواه واستهلاك بليد لمنتوجات الا غبياء في السياسة ، وعوض محاربة الروتين البيروقراطي والتسلح بالسلطة المضادة لمهاجمة العادية والأفكار المبتدلة ، يتحولون  الى مؤرخين لذواتهم وأنفسهم الخاصة .كان بيير بورديو على حق عندما اعلن دات مرة ” ان السوسيولوجيا لا تستحق ساعة واحدة من الشقاء والعذاب، اذا ظلت حبيسة الحلقة الضيقة للعلماء والمتخصصين، اي اذا لم تساهم في تغيير العالم الاجتماعي الذي تدعي معرفته “…
عودة المجالس الحالية الى المشهد السياسي يذكرنا بمقولة دي لبويسيه ، ونقلا عن “هومير” على لسان الامير ” أوليس” في حرب “طروادة” ، ” كثرة الأمراء سوء . كفى سيد واحد ، ملك واحد ” فإذا كان الخنوع والخضوع لواحد بؤسا ” متى تسمى بأسم السيد ” تعدد وتنوع البؤس بمقدار تعدد وتنوع الأسياد. ألم يكفيكم بؤس الطغاة من الأميين وأشباه المثقفين في كل من بلديتي قلعة مكونة و بومالن وكذالك جماعة خميس دادس لكي تزيدونه خنوعا وخضوعا لأميين وانصاف رجال تعرفون انهم لا يصلحون لتسيير الشأن العام. ان استبدال الأساس الإلهي بأساس بيروقراطي مبني على ديمقراطية الصناديق على مستوى “اغرمان” يرسخ ثقافة الولاء والتبعية “لألهة مصغرة” تربعوا على عرش بلدية او جماعة فقط لان قبيلة من اربع عائلات ستصوت رسميا على نفس الطاغية في كل دورة استحقاقية او ان عبدااسودا ( لم يتحرر من العبودية الا مؤخرا بسب الهجرة الى الخارج) هو من يجب ان يسير شؤون قبيلة اغلب ساكنتها من ذوي البشرة السوداء.اذا كانت الدوافع الدينية تتأتى من وجهة نظر ” عالم ” هو غير عقلاني بطبعه فإن عقلانية البيروقراطي تعمل وفق التقاليد الدينية: ” لا فرق بين اسود وابيض الا بالولاء للطاغية ( وحسب لون بشرته )… ليس من المعقول لصغار الناس او صغار الفضائل ان يرشحوا انفسهم في الانتخابات متربعين على غرورهم العتيق بأنهم ينتمون الى “عضم” ( إغص جمع : إغصان) في القبيلة… ف” الدم” يحدرنا زرادشت” اسوء شاهد على الحقيقة، ان الدم يسمم أنقى التعاليم ويجعل منها جنونا وحقدا يعمران القلوب “…كما ” ان الزمن مهما طال لا يمكن ان يجعل من الغبن حقا ” ،عديموا المصداقية ، عقيمون ، منافقون ، شهوانيون وخليعون يريدون تشتيت بنية القبيلة مقابل  بقعة ارضية في بومال او توفير الأموال  من خلال قصة الرحلات الى أوروبا وأستغباء الناس ب” الهبات ” على شكل شاحنات …يريدون استكمال مشاريعهم الخاصة على ظهر الساكنة في القبيلة …. في عالم طغت عليه صناعة الغباء الممنهج ، فزجاجة من الكحول الرفيعة كافية لزعزعة تضامن قبيلة استطاعت ان توفر ميزانية تفوق ميزانية البلدية في كل عام . ليس التنافس السياسي ولا النقاش حول الشأن العام هو الذي يهددكم يا صفوة الاغبياء بل إرادة الحياة :”…وحتى في إرادة الخادم ، وجدت إرادة ان يكون سيدا” ( هكذا تكلم زرادشت ، ص226 ) .. يطفو المكبوت على السطح عند الفاشلين اجتماعيا، يريدون إصلاح أعطاب الاسرة التي تم تخريبها بالمخدرات والفساد؛ فحتى في إرادة العبيد المفسدون والفاسدون فيها إرادة ان يكونوا أسياد! يعلمنا زرادشت انه ” لصغار الناس تكون صغار الفضائل ضرورية”… لقد أصبحنا امام وضعية ( نية المجالس الحالية لأحتكار القيادة والسلطة) أعطت الشرعية لأغبياء جدد انبثقوا من بلادتهم الخاصة وتم توسيع ” الغباء المنظم”… بما ان قطيع القبيلة لا يعرفون اين تكمن سعادتهم ، فهناك يقين تكنوقراطي بأن هؤلاء الأغبياء الجدد مثلهم مثل الأميين من المجالس السابقة  هم الذين يعرفون اين تكمن سعادة الساكنة. ويصبح الأميون، أنصاف الرجال بدون اي مستوى دراسي،هم من يعلمون ما هو خير وما هو شر فيما يتعلق بهموم البيروقراطية ، فتتحول القبيلة الى ” فظاعة من قادورات” … نقول ، بإستعمال تعابير زرادشت نيتشه، ” إنكم تزدادون كل يوم صغرا أيها الأصاغر…إنكم سائرون الى الهلاك في نظري- ستهلكون من جراء فضاءلكم الصغيرة واستسلاماتكم الصغيرة الكثيرة “…ما الذي ينتفعكم لو تم التحاقكم بمجلس البلداء القديم وخسرتم انفسكم وأولادكم و عائلاتكم المصغرة بالفضيلة المصغرة ….؟
“Abêtissez -vous…Faites les bêtes….agenouillez -vous et vous croirez…! “
” تبهموا..واصنعوا البهائم من انفسكم… إركعوا وستعتقدون…!” ، صرخة يطلقها بليز باسكال اثر حديثه عن الجسد وبناء مفهوم السلطة والعلاقات المبنية بالعادة والعنف ويمكن اسقاطها على ايت آسامر .على مستوى ” اغرمان” ( وسأتحدث عن ” ايت عبدون” كنموذج مثالي لتدني المستوى السياسي والتلاعب او الاستهتار بعقول المستضعفين…) ، فإنه، عكس الطرح القاءل بأن من ” يصنع الملاءكة يصنع البهيمة” ، ” من يصنع البهائم يصنع الملاءكة ” : ما تعلمناه من ” أبقار ” دادس ليس الحرث والإصلاح الزراعي ( كما يحثنا عليه المثل الدادسي ) و إنما ” تبهيم ” الناس اي البهامة ك” أعدل الأشياء توزيعا بين الناس”( كما قال بها ديكارت) ؛ ما نتعلمه من هذه “الأبقار” و في كل دورة استحقاقية هو اجترار الغباء . فمن غسالاتهم الكلامية يصنعون صحفًا ومنابر إعلامية تتوهم بخلق مدينة نموذجية في ” أنبد” ( بومالن ) على شاكلة ” ظبي ” او نيو يورك” و أوصلهم حمقهم السياسي ودرجة الصفر في غباءهم السياسي الى التسلل ليلا ، وقبل انطلاق الحملة الأنتخابية ، قاطعين النهر الفائض بأرجلهم ،  الى نسيان ان اكثر من 20 تلميذا و تلميذة سيحرمون من التمدرس في حالة عدم وجود قنطرة تقليدية ( أزقور ) يربط الضفة الغربية بالشرقية في الأيام القلائل القادمة ! أوصلته جنون السلطة ان يجعل الساكنة يعتقدون ما يريده ان يعتقدون ؛ غسالة كلامه عادة ما تفتح المجال لخيال اللائحة الجهوية وعادة الأنتقامات داخل التنسيقية الجهوية للحزب وما دخل هؤلاء العژل من كل هذا الهراء السياسي خاصة وأن الواد الحار يهدد بقاءهم ان كان سيحمل كل ” إخان ” قباءل مدينة ” بو- ألمال” أي ” سوق الماشية” ( هناك من حكماء هذه الضفة لأيت عبدون من سيسميها” بو-يخان ” وهذا ان لم تكن هنا محاسبة  لهذا المشروع الهاءل (أنداك سنسميه ” واد إمخارن” عوض واد الحار) ) … على العموم ، عوض تقديم الأسلحة المضادة لتكنلوجيات السلطة التي طوعت وأنحنت أجساد امازيغية من طرف المجلس الحالي ، يبتعد المرشح عن تلك السلطة الأصلاحية التربوية الأخلاقية والتي دورها سيكون تحرير الاجساد من الخضوع والخنوع… وقد يصنع النبلاء الملاءكة ببناء المساجد لكن السفهاء من القبيلة يصنعون البهائم  لتشويش الملاءكة وهي تحلق فوق هذه المساجد…نسي السفهاء من وراء هؤلاء المترشحين الوصوليين ان من يستطيع ان يوفر اكثر من 250 مليون بشكل طوعي إحساني ، قد يوفر في مدة عامين اكثر من هذا المبلغ  ( ولو بشكل استثماري تجاري في خدمة المصلحة العامة) لبناء قنطرة من الطراز العالي تربط الضفة الشرقية بالغربية لأيت عبدون وخلق قرية سياحية في هذه الضفة بترميم القصبات القديمة وخلق فرص الشغل للساكنة ( وليس رغبة في اختلاس المال العام لاستكمال مشروع سياحي شخصي يبدو انه لن يكف عن التحايل على القوانين المنظمة للقطب السياحي في بومال وهنا تكمن صناعة البهائم …. )؛ بنفس الوثيرة والعزيمة سيتم تحقيق حلم القبيلة في استغلال أراضي جموعها ( حلم طالما يبطله بعض المنافقين والمتملقين في القبيلة ) : خلق وداديات سكنية وعقارية واستقطاب الاستثمارات التجارية والاقتصادية والسياحية في منطقة  ستكون امتدادا حضاريا  لمدينة بومال وسنسميها آنذاك ” مدينة ايت عبدون” ، كفضاء حضاري مبني على أسس وقيم القبيلة الامازيغية ( وليس وهم خلق مدينة على منوال ” ظبي” او نيو يورك ” في دادس كما يوهم به احد المترشحين الناس في حملته الأنتخابية)…. 
وفي اجترارنا لبهامة وغباء النخب السياسية في منطقة آسامر ( من خلال مقالات مثل :” درجة الصفر في السياسة” ، ” موسم البلادة من الشمال الى الجنوب “، خيانة النضال الامازيغي بثقافة النفاق والتملق”،….) فقد بقينا أغبياء – او على الأقل نعيد انتاج الغباء ؛ ربما ، إحالة الى نيتشه، لأن المعرفة لا يمكن عزلها عن البهامة ( La bêtise) او هي مكون لها ، وربما ، احالة الى دلوز ( وهو يعرف الفلسفة بأنها محاربة البهامة المحيطة بِنَا )، لأن الكتابة عن بهامة الأخرين بهامة بأمتياز: اي طريقة دنيئة للتفكير والإلهام . أن نسيء الى البهامة- Nuire à la bêtise- ان نكون ضدها هي ان نكون ضد بهامتنا الشخصية وليس بهامة الأخرين. لكي نقاوم ونقضي على البهامة كمرادف للتفلسف يجب أن نعترف بأننا بقينا نكتب عن بلادة النخب السياسية في بومال مند بداية ولايتهم في النهب وتكديس الأموال بالتحايل على القانون ومن خلال اقتصاد الريع وتم إهمال النضال الامازيغي والأسئلة الحقيقية حول غياب الكتابة بما لها من ارتباط بالمشروع السياسي الأمازيغي ؛ تم نسيان الأبعاد الأنثربلوجية للأمازيغ لأعادة كتابة تاريخ ” تمزغا ” او لكتابة تاريخ مضاد لأنتربلوجية ” العبودية الطوعية ” عند الامازيغ …..اذا كان غباء المثقف الملتزم مفروض عليه في التاريخ وبسب معارفه حول غباء النخب السياسية، فإن هذا التاريخ هو الذي صنعه ؛ فالمثقف ومن كثرة الكتابة عن بهامة النخب السياسية ، يعرف ويفهم الكثير عن ” الكتلة التاريخية ” للغباء السياسي ويتحول الى مثقف ” عضوي ” في “كتلة الأغبياء ” ( باستعمال تعابير غرامتشي ) اي المتزلفين الهزيلين، الجاءعين والمحتقرين والمتملقين الوصوليين من الامازيغ بعيدا عن أحاسيس  ومشاعر  وتحديات طبقته المهمشة والمقصية . وعلى الرغم من ان السوسيولوجيا ( كما يشير اليها بورديو) رياضة او فن للدفاع عن النفس ، نستعملها بدون شرعية استعمالها من اجل الهجومات الغير العادلة، فان بهامتنا قد تشبه عدمية أولاءك المرضى بالوهم وهم يكتبون على قبورهم ” قلت لكم ذالك من قبل ” وقد لا تختلف عن عدمية ذالك الذي يوصي ان يكتب على قبره : “ليست جد سيءة كما تظنون “.
 
المصدربراهيم عيناني ( آسيف ن دادس )

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.