من المسؤول عن تدني مستوى العمل الثقافي والرياضي بالرشيدية؟

admin
آخر الأخبارجهوية
admin20 يوليو 2015
من المسؤول عن تدني مستوى العمل الثقافي والرياضي بالرشيدية؟
تراجع الدور الريادي الذي كانت تقوم به بعض الأحزاب اليسارية التقدمية وبعض الجمعيات الثقافية والرياضية الجادة بالرشيدية مند أن شارك حزب الاتحاد الاشتراكي في حكومة التناوب الديموقراطي، أواخر القرن الماضي ، وتخلت عن دورها في تأطير الشباب والمجتمع لخلق حراك ثقافي هادف من شأنه الرقي بهذه المدينة التي عانت التهميش و الإقصاء لتصنيفها فيما كان يعرف بالمغرب غير النافع.
وتعيش اليوم عاصمة جهة درعة تافلالت ركودا ثقافيا لم تعرفه حتى أيام سنوات الرصاص الذي كانت الأنشطة الثقافية و الفنية تخضع للمراقبة ، عندما كانت بالمدينة دار للسينما تنشط بها أندية سينمائية وجمعيات ثقافية وأحزاب مناضلة التي كانت مواظبة في تنظيم أنشطة ثقافية ترفيهية و سياسية جادة رغم المنع الذي كان يطال بعضها…
ويتذكر رواد الفكر الثقافي و الفني بالمدينة خلال العقد الأخير من هذا القرن على وجه التحديد، عندما نشطت فكرة النهوض بالثقافة من قبل أشخاص لا يجمعهم بالضرورة الانتماء لأي من الأطر الثقافية والسياسية المعروفة ، كما كان سائدا في سنوات الرصاص و الجمر ، في اتجاه الحد من فتور وركود الفعل الثقافي و الفني و الأدبي ، في ظل تراجع  فعل الأحزاب اليسارية التقدمية والجمعيات الجادة عن مسؤولياتها في تأطير الشباب سياسيا و ثقافيا .
ففكر هؤلاء الأشخاص في تأسيس جمعية مهرجان الرشيدية الذي حبذه المسؤول الأول عن الإقليم آن ذاك و المجلس البلدي و آخرون ، لتتحول فضاءلت المدينة إلى فضاءلت “لربح الوقت بدل قتله” عبر فتح ورشات و وصلات غنائية وندوات لمناقشة قضايا أدبية ثقافية و فنية تهم السكان والمهتمين .
مهرجان الرشيدية الذي انطلق وعاش أربع سنوات ، كان الفن والثقافة والرياضة خلال هذه المدة ، قد بدأ يخطو خطوات مغايرة لما اعتاد عليه سكان الرشيدية ،حيثأصبحوايشاهدون عن قرب فنانين ومفكرين و شعراء و أدباء كانت علاقتهم بهم تقتصر على السماع عبر الأثير أو المشاهدة عبر التلفزيون
لكن تأتي الرياح بما لا تشتهيه السفن مع مطلع سنة 2009 ، عندما أفرزت نتائج الانتخابات البلدية أعضاء آخرين و رئيس أخر….ممن كانوا  ينتقدون فكرة المهرجانات بالمغرب ، بسبب طرق تدبير تمويلها كما يقولون ، وامتنعوا عن تقديم الدعم المادي والمعنوي لمهرجان الرشيدية  حسب أعضاء من جمعية المهرجان ، ما أدى  إقبار المهرجان و إرجاع المدينة و سكانها وشبابها الى سالف عهدها لتعيش محرومة من حقها في الفرجة و الترفيه والتنوير كسائر المدن المغربية التي تنشط بها المهرجانات  الثقافية  ، رغم ما قيل عنها وطنيا ، حتى أصبحنا نسمع بمدن كانت الى عهد قريب نسيا منسيا تلتئم بها أنشطة فنية  و ثقافية متنوعة  بمناطق الجنوب الشرقي المحافظ ، حتى أنها باتت تحيي ثقافاتها عبر خلق مهرجانات و حفلات  و أعراس للتعبير عن المخزون النفسي و الوجداني لدى السكان و في كل ما يرفه عن النفس لإخراجها من بوتقة الركوض و الخنوع و الكسل الذي يطوق ملكة الابتكار و الاختراع…
وازداد وضع المدينة الفني و الثقافي ركوضا خلال هذا الصيف ، وخاصة لتزامنه هذه السنة بحلول شهر رمضان الأبرك ، حيث لم تشهد المدينة أي نشاط ثقافي أو فني يستفيد منه شباب المدينة التواق الى الأنشطة ، اللهم ما عرفته بعض الأحياء التي تحركت بوسائلها الخاصة لتنشط رياضيا فقط …
وتغيب لدى المسئولين بالرشيدية سواء منهم المنتخبين أو الإداريين وخاصة مندوبية الثقافة التي تعتبر حسب العديد ممن التقتهم الجريدة أكبر الغائبين عن مجال الثقافي و الفني و المسرحي ، بل ليست لها أي رِؤية ثقافية ، رغم وجود فعاليات شبابية قادرة على الابتكار في مجال الثقافة والفن و الرياضة ، لا ينقصها سوى التشجيع المادي و المعنوي ، في وقت نشاهد و نسمع بأن جهات  معروفة تمول جمعيات تابعة لحزب معين بملايين السنتيمات للقيام بحملات دعائية تأهبا للاستحقاقات المقبلة ، فيما يبقى الوضع الثقافي والفني و الرياضي في مهب الريح  بمدينة بصمت  بقوة في فترة من الفترات بأحرف من ذهب مدى قدرتها على اللعب مع الكبار في ميادين رياضية و ثقافية وفنية ، قل من يرتادها  في هذه الجهة ،لحنكة شبابها الذي كان ناكرا لذاته في سبيل علو كعب مدينته خلال سبعينيات و ثمانينيات القرن الماضي.
المصدرعبد الفتاح مصطفى/الرشيدية

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.